الصبح ، ودفن بباب الصغير في الصفة التي فيها جماعة من الصحابة رضياللهعنهم. ثم درّس بها بعده ولده أبو بكر محمد.
قال الأسدي في تاريخه في سنة أربع وستين وخمسمائة : محمد بن علي بن المسلم ابن محمد بن علي بن الفتح الواعظ أبو بكر بن جمال الإسلام أبي الحسن السلمي الفقيه الدمشقي ، سمع أباه ، وعلي بن الموازيني (١) ، وهبة الله بن الأكفاني (٢) وجماعة ، وكتب وحصل ودرّس ووعظ في حياة أبيه ، وولي تدريس الأمينية بعد أبيه ، وخطابة جامع دمشق ، وتدريس الزاوية المقابلة لباب البرادة ، وناب في القضاء عن القاضي كمال الدين بن الشهرزوري (٣) وكان حسن الأخلاق ، قليل التصنع ، روى عنه القاسم بن عساكر ، الحسن بن صصري (٤) وغيرهما ، توفي في شوال منها عن اثنتين وستين سنة ، ودفن على أبيه. وقد ذكره الذهبي هكذا في تاريخ الإسلام وأهمله في العبر. ثم درّس بها وبعده ولده شرف الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر بن جمال الإسلام السلمي مدة طويلة. قال الشيخ جمال الدين الأسنوي في الطبقات : مولده بدمشق سنة أربع وأربعين وخمسمائة ، وتفقه وسمع من أبي يعلى بن الحبوبي وأبي القاسم بن البن (٥) وخاليه الصائن هبة الله بن عساكر والحافظ أبي القاسم وجماعة ، وحجّ ودخل بغداد وقرأ على الكمال الأنباري (٦) بعض تصانيفه ، وحدّث ببغداد ومصر ، وكانت له اليد الطولي في الخلاف والبحث ، وكان فصيحا حسن العبارة. درّس بالأمينية مكان أبيه ، والزاوية المقابلة لباب البرادة ، ثم أخرج من دمشق فأقام بحمص مدة إلى أن توفي. قال الذهبي في تاريخ الإسلام : وكانت له اليد الطولي في الخلاف والبحث ، وكان فصيحا حسن العبارة وأهمله في العبر. وقال أبو شامة : وكان عالما بالمذهب والخلاف ماهرا في ذلك.
__________________
(١) شذرات الذهب ٤ : ٤٦.
(٢) شذرات الذهب ٤ : ٧٣.
(٣) شذرات الذهب ٤ : ٢٤٣.
(٤) شذرات الذهب ٥ : ١١٨.
(٥) شذرات الذهب ٤ : ١٥٨.
(٦) شذرات الذهب ٤ : ٢٥٨.