البخاري في هذه السنة على الزبيدي (١) ، قلت وكذا سمعوا عليه بالدار وبالصالحية انتهى. وقال في سنة خمس وثلاثين وستمائة فيها كانت وفاة الملك الأشرف وبسط ذلك مطولا. ومن شرطه في الشيخ أنه إذا اجتمع من فيه الرواية ، ومن فيه الدراية ، قدم من فيه الرواية. والشيخ تقي الدين ابن الصلاح المذكور هو الامام العلامة مفتي الإسلام أبو عمرو عثمان ابن الشيخ الإمام البارع الفقيه المفتي صلاح الدين أبي القاسم عبد الرحمن بن عثمان بن يونس بن أبي نصر النصري بالنون الكردي الشهرزوري ، ولد سنة سبع وسبعين بتقديم السين فيهما وخمسمائة وتفقه على والده ، ثم نقله إلى الموصل فاشتغل فيهما مدة وبرع في المذهب.
قال ابن خلكان : بلغني أنه كرر جميع كتاب المهذب ولم يطرّ شاربه ثم ولي الإعادة عند العماد ابن يونس (٢) انتهى. وسمع الكثير بالموصل وفي بغداد وديز ونيسابور ومرو وهمذان ودمشق وحرّان من خلائق ، ودرس بالقدس الشريف في الصلاحية ، فلما خرب الملك المعظم أسواره قدم دمشق. قال الذهبي وإنما خربها لعجزه ، ثم لما تملك نجم الدين أيوب امر بعمارته من مغلّ القدس انتهى. ثم درس بدمشق في الشامية الجوانية ودار الحديث المذكور ، قال الذهبي : ولي مشيختها ثلاث عشرة سنة انتهى. ثم درس بالرواحية وهو أول من درس بهما واشتغل وأفتى. وكانت العمدة في زمانه على فتاويه. وصنف التصانيف مع الديانة والجلالة. وكان لا يمكّن أحدا في دمشق من قراءة المنطق والفلسفة. والملوك تطيعه في ذلك. وممن أخذ عنه القاضيان : ابن رزين وابن خلكان (٣) ، والكمالان : سلار (٤) وإسحاق (٥) ، وشمس الدولة عبد الرحمن بن نوح المقدسي ، وشهاب الدين أبو شامة وغيرهم. قال ابن خلكان : كان أحد
__________________
(١) الحسين بن المبارك الربعي توفي ٦٣١ هجرية ، شذرات الذهب ٥ : ١٤٤.
(٢) صاحب شرح التنبيه الإمام احمد بن موسى توفي سنة ٦٢٢ هجرية. شذرات الذهب ٥ : ٩٩.
(٣) احمد بن محمد البرمكي الاربكي توفي ٦٨١ هجرية. شذرات الذهب ٥ : ٣٧١.
(٤) سلار بن الحسن بن عمر الاربلي الشافعي توفي ٦٧٠ هجرية. شذرات الذهب ٥ : ٣٣١.
(٥) اسحاق بن احمد بن عثمان المغربي الشافعي توفي ٦٥٠ هجرية شذرات الذهب ٥ : ٢٤٩.