وكانت قد تزوجته بعد أبي ابنها حسام الدين عمر المدفون في القبر الثالث ، وهي في الذي يلي مكان الدرس ، ويقال للتربة والمدرسة الحسامية نسبة إلى ابنها هذا حسام الدين عمر بن لاجين ، وكانت من أكثر النساء صدقة وإحسانا إلى الفقراء والمحاويج ، وتعمل في كل سنة في دارها بألوف من الذهب أشربة وأدوية وعقاقير وغير ذلك ، فيفرق على الناس ، وكانت وفاتها يوم الجمعة آخر النهار سادس عشرين ذي القعدة من هذه السنة في دارها التي جعلتها مدرسة عند المارستان وهي الشامية الجوانية ، ونقلت منها إلى تربتها بالشامية البرانية ، وكانت جنازتها عظيمة حافلة انتهى.
فائدة : قال أبو شامة في كلامه على قتل شاهنشاه بن أيوب أخي الملك الناصر صلاح الدين ، قلت وهو والد عز الدين فروخ شاه وتقي الدين عمر والست عذراء المنسوب إليها المدرسة العذراوية داخل باب النصر بدمشق ، وقبره الآن بالتربة النجمية جوار المدرسة الحسامية بمقبرة العوينة ظاهر دمشق انتهى ، ويعني بالحسامية هذه المدرسة الشامية البرانية. واما النجمية فلم أعرفها إلا أن تكون هذه القبة قبلي المدرسة المذكورة. وقد صنف الشيخ تقي الدين ابن قاضي شهبة في ست الشام كراسة وهي عندي ، ومن وقفها السلطاني وهو قدر ثلاث مائة فدان حده قناة الريحانية إلى أوائل القبيبات إلى قناة حجيرا ، ودرب البويضاء ، ومنه الوادي التحتاني وادي السفرجل وقدره نحو عشرين فدانا ، ومنه ثلاثة كروم وغير ذلك. قال العلامة أبو شامة : شرط واقفها أن لا يجمع المدرّس بينها وبين غيرها كذا نقله ابن كثير في سنة ثمان وخمسين في ترجمة يحيى ابن الزكي. وقال في سنة خمس عشرة وستمائة : القاضي شرف الدين أبو طالب عبد الله ابن زين القضاة عبد الرحمن بن سلطان بن يحيى بن علي القرشي الدمشقي من بني عم ابن الزكي ، وكان أول من درّس بالشامية البرانية وبالرواحية أيضا ، وناب في الحكم عن ابن عمه محيى الدين ابن الزكي ، وتوفي في شعبان من هذه السنة ، ودفن عند مسجد القدم وقد تقدمت ترجمته في المدرسة الرواحية. قال ابن شداد : ثم ذكر الدرس بها