الاثنين ثاني عشرين شهر ربيع الأول وصل البريد من مصر صحبة الشيخ صدر الدين بن الوكيل وقد سبقه مرسوم السلطان له بجميع جهات الفارقي مضافا إلى ما بيده من التدريس ، إلى أن قال : فمنعه من الخطابة وأقره على التدريسين ودار الحديث ، إلى أن قال : وأخذ الشيخ كمال الدين بن الزملكاني تدريس الشامية البرانية من يد ابن الوكيل ، وباشرها في مستهل جمادى الأولى ، واستقرت دار الحديث بيد ابن الوكيل مع مدرستيه الأوليتين وأظنهما العذراوية والشامية الجوانية انتهى. وقد تقدمت ترجمة الشيخ زين الفارقي والقاضي كمال الدين بن الشريشي ، والشيخ صدر الدين بن الوكيل والشيخ كمال الدين بن الزملكاني في دار الحديث الأشرفية الدمشقية. وقال ابن كثير في سنة تسع وسبعمائة : وفي ذي الحجة درّس كمال الدين ابن الشيرازي بالمدرسة الشامية البرانية انتزعها من يد الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني ، وذلك أن الأمير استدمر ساعده على ذلك انتهى. ومثله في العبر. وقال ابن كثير في سنة عشر وسبعمائة : وفي يوم الأربعاء سادس عشر ذي الحجة عاد الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني إلى تدريس الشامية البرانية انتهى. ومثله في العبر إلا أنه قال : وبعد شهر أخذت من ابن الشيرازي الشامية. وقال الذهبي فيها في سنة خمس وثلاثين وستمائة : وأبو نصر بن الشيرازي القاضي شمس الدين محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن يحيى بن بندار بن مميل (١) ، ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة وأجاز له أبو الوقت (٢) وطائفة ، وسمع من أبي يعلى بن الحبوبي وطائفة كثيرة ، وله مشيخة في جزء ، درّس وأفتى وناظر ، وصار من كبار أهل دمشق في العلم والرواية والرئاسة والجلالة ، ودرّس مدة بالشامية الكبرى ، وتوفي في ثامن جمادى الآخرة انتهى. وقال تلميذه ابن كثير في هذه السنة المذكورة : والقاضي شمس الدين ابن الشيرازي الدمشقي ، سمع الكثير على الحافظ ابن عساكر وغيره ، واشتغل في الفقه وناب في الحكم عدة سنين ، وكان فقيها عالما فاضلا كيسا حسن الأخلاق ، عارفا بالأخبار وأيام
__________________
(١) شذرات الذهب ٦ : ٦٢.
(٢) شذرات الذهب ٤ : ١٦٦.