العرب والأشعار ، كريم الطباع حميد الآثار ، وكانت وفاته ليلة الخميس ثالث جمادى الآخرة. وقال الصفدي : وكان عديم النظير في عدم المحاباة في الحكم يستوي الخصمان في النظر عنده ، وهو حفيد أبي نصر المتقدم ذكره انتهى. فأجاز له خضر بن يسار الهروي وجماعة ، وسمع الكثير ، وطال عمره ، وتفرد عن أقرانه ، واشتغل بالقضاء بعد نيابة في الشام ، فكان من خيار قضاتها ، ودرّس بمدرسة العماد الكاتب والله سبحانه وتعالى أعلم. وقال ابن كثير في سنة خمس وعشرين وسبعمائة : وفي أواخر شهر رجب قدم الشيخ زين الدين محمد ابن عبد الله بن المرحل من مصر على تدريس الشامية البرانية ، وكانت بيد ابن الزملكاني فانتقل إلى قضاء حلب ، فدرّس بها في خامس شعبان ، وحضر القاضي الشافعي وجماعة.
وقال الصفدي في تاريخه في المحمدين : محمد بن عبد الله بن عمر الإمام العلامة الورع الخير زين الدين بن علم الدين ابن الشيخ زين الدين ابن المرحل الشافعي ، هو ابن أخ الشيخ صدر الدين ، كان من أحسن الناس شكلا ، وربي على طريقة خيرة في عفاف وملازمة اشتغال وانجماع عن الناس وكان عمه يحسده ويقول : لا إله إلا الله ابن الجاهل طلع فاضلا ، وابن الفضل طلع جاهلا ، يعني الشيخ صدر الدين بذلك ابنه. عينه قاضي القضاة شمس الدين بن الحريري للقضاء وأشار به على السلطان إما لقضاء مصر أو لقضاء الشام ، فلم يكن فيه ما منعه من ذلك غير صغر سنه ، وأحضر على البريد من مصر ، وتولى تدريس الشامية البرانية من مصر عوضا عن الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني لما توجه قاضيا بحلب الشهباء ، وأخبرني جماعة أن دروسه لم تكن بعيدة من دروس الشيخ ابن الزملكاني لفصاحته وعذوبة لفظه ، وكان الفقه والأصول قد جوّدهما ، وأما العربية فكان فيها ضعيفا ، وناب عن قاضي القضاة علم الدين الأخنائي (١) بدمشق في الحكم ، وتوفي سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة انتهى.
__________________
(١) شذرات الذهب ٦ : ١٠٣.