الحضور في هذه السنة قليلا بسبب قلة الجوامك في المدارس بهذه السنة بسبب الاجاحات الواقعة في المغل من العام الماضي وأكثرها لم يفرق فيها شيء انتهى. ثم قال : وفي يوم الجمعة الثاني عشر من شوال منها وفي هذا اليوم بلغني أن قاضي القضاة نجم الدين بن حجي نزل عن تدريس الشامية البرانية لابنه الصغير أحمد ، وهو ابن سنتين من أمة سوداء ، وعجب الناس من ذلك واستضعفوا رأيه ، فانه لم يبق من مناصب أهل العلم شيء لم يتغير إلا تدريس هذه المدرسة ، ومنذ بنيت إلى الآن لم يتولها صغير فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم انتهى. قلت : ثم سافر نجم الدين بن حجي إلى مصر بعد مجيء كتاب الدوادار بيد غريمه وطلبه فسافر من الناصرية البرانية ليلا ولم يجتمع بالنائب ، وذلك ليلة الأربعاء مستهل ذي القعدة سنة تسع وعشرين ، ثم طلب الشافعي غريمه السيد بساع من مصر ، ثم سافر السيد يوم جاءت الأخبار باكرام ابن حجي من مصر ، وهو ثاني ذي الحجة منها. وفي يوم الاثنين سادس عشريه سافر بهاء الدين ابن القاضي نجم الدين إلى مصر ومعه كتب من كتب أبيه وحوائج على أن يقيم بمصر ، ثم أعيد القاضي نجم الدين إلى قضاء دمشق ، وفي شهر ربيع الآخر سنة ثلاثين في يوم الأحد رابعه حضر قاضي القضاة نجم الدين الدرس بالشامية البرانية وقد تاجر الحضور عن وقت العادة بشهرين ، ثم قتل القاضي نجم الدين في ثاني ذي القعدة منها ، وسافر ولده بهاء الدين إلى مصر في أمر والده ثم قال : في ذي القعدة عقيب قتل نجم الدين بن حجي بستة أيام ، وفي يوم الأحد ثامنه درست بالشامية البرانية نيابة عن ولد قاضي القضاة نجم الدين الولد الصغير وعمره نحو ثلاث سنين ، وابتدأت من باب الإجارة في الحاوي الصغير. ثم درّست بالشامية الجوانية والظاهرية نيابة عن أخيه بهاء الدين ولد قاضي القضاة نجم الدين انتهى. لأنه كان سافر إلى مصر كما علمت ، قيل عقب قتل والده بثلاثة أيام. ثم قال : في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين وفي يوم الأحد ثامن عشريه دعيت بالشامية البرانية