وكان جملة الحضور بها في هذه العمالة في أول النهار سبعة عشر درسا ، وحضرت بالمدرسة العزيزية في النصف الذي كان للشيخ شمس الدين الكفيري سبعة دروس ، وغالب مدارس دمشق لم يحضر بها أحد في هذه السنة فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم انتهى. ثم قال في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة : وفي يوم الأحد رابع عشريه حضر القاضي محيي الدين المصري الدرس بالشامية البرانية نيابة عن أحمد ابن قاضي القضاة نجم الدين ابن حجي وحضر معه القضاة ، وكان كاتبه يباشر النيابة في المدرسة المذكورة من حين وفاة القاضي نجم الدين الى الآن ، فلما كان في هذا الوقت أرسل القاضي بهاء الدين بن حجي يسأل أن يستقر المذكور في النيابة لأمر أوجب ذلك وساعده غيره على ذلك ، فجاء مرسوم استقراره في النيابة ، فقدّر الله تعالى أن عوّضت بتدريس الظاهرية الجوانية أصالة ولله الحمد والمنة انتهى. ثم قال في صفر سنة أربع وثلاثين : وفي يوم الأربعاء ثالث عشره باشرت نيابة التدريس بالشامية البرانية على عادتي ، وقد كانت خرجت لمحيي الدين المصري ولم يكن ذلك بقوته ، وإنما كان ذلك لأسباب أوجبت ذلك ، ثم الآن تغير ذلك وعدت إلى ما كنت عليه ، ويوم الأربعاء المذكور أول حضور الدرس انتهى. ثم قال في شوال منها : وفي يوم الأربعاء سلخه حضرت الدرس بالشامية البرانية انتهى. ثم قال في صفر سنة سبع وثلاثين : وفي يوم الأحد تاسع عشره شرعت في حضور الدرس ، وكنت قد عزمت على أن أشرع في الدرس في شهر ربيع الأول ، لأن كثيرا من الناس في صفر في أشغالهم من قسم المغل وغيره ، ثم أنه وقع بيني وبين قاضي القضاة فاني رأيت ما أكره ، ولم يمكني الكلام فتركت المباشرة ، فبادر باستنابة الشيخ محيي الدين المصري في الشامية البرانية ، فحينئذ علمت أنه لا يتمّ لي ما قصدته من إبدال صفر بغيره ، أي تدريس صفر يكون في غير صفر ، فانه إذا دعى في الشامية لم يبق حضور ، فيفوت شهر من الحضور ، وربما يبقى ذلك عادة في مستقبل الزمان ، فبادرت