إسماعيل (١) وعمره إحدى عشرة سنة انتهى. وسيأتي إن شاء الله تعالى باقي ترجمته في المدرسة النورية الحنفية. وقال في سنة تسع وثمانين وخمسمائة : وصلاح الدين السلطان الملك الناصر أبو المظفر يوسف بن أيوب بن شادي بن مروان ابن يعقوب الدويني الأصل التكريتي المولد ، ولد في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة إذا أبوه شحنة تكريت ، ملك البلاد ودانت له العباد ، وأكثر من الغزو وواظب ، وكسر الافرنج مرات ، وكان خليقا للملك ، شديد الهيبة ، محببا إلى الأمة ، عالي الهمة ، كامل السؤدد ، جمّ المناقب ، ولي السلطنة عشرين سنة ، وتوفي بقلعة دمشق في السابع والعشرين من صفر ، وارتفعت الأصوات بالبلد بالبكاء ، وعظم الضجيج ، حتى ان العاقل تخيل أن الدنيا كلها تصبح صوتا واحدا ، وكان أمرا عجبا رحمهالله تعالى انتهى.
ويقول كاتبه : ودفن بالقلعة ، ثم نقل منها إلى تربة بنيت له لصيق دار أسامة التي بناها ولده الملك العزيز (٢) مدرسة ، المعروفة الآن بالعزيزية شمالي دار الحديث الفاضلية بالكلاسة لصيق الجامع الأموي من جهة الشمال بالقرب من الزاوية الغزالية. وسيأتي إن شاء تعالى في الخانقاه الناصرية وإليه تنسب المدرسة الصلاحية التي ببيت المقدس.
قال الحافظ ابن كثير في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة : وعمل للشافعية المدرسة الصلاحية ، ويقال لها الناصرية ، وكان موضع كنيسة على جسد حنة ، أي على قبر حنة أم مريم عليهاالسلام ، ووقف على الصوفية رباطا لها كان للبترك إلى جانب القمامة ، وأجرى على الفقراء والقراء والفقهاء الجامكيات والجرايات ، وأرصد الختم والربعات في أرجاء المسجد الأقصى لمن يقرأ وينظر فيها من المقيمين والزائرين ، وتنافس بنو أيوب فيما يفعلونه من الخيرات في القدس الشريف للقادمين والظاعنين والقاطنين ، فجزاهم الله خيرا أجمعين انتهى. لم نعلم في هذه المدرسة الصلاحية الدمشقية مدرسين إلا عماد الدين بن
__________________
(١) شذرات الذهب ٤ : ٢٥٨.
(٢) شذرات الذهب ٤ : ٢١٩.