هذا فيها. ثم درّس بها الشيخ بهاء الدين ابن إمام المشهد ، وقد تقدمت ترجمته في المدرسة الأمينية. ثم درّس بها القاضي تاج الدين أحمد ابن القاضي فتح الدين محمد بن إبراهيم بن محمد بن الشهيد ، اشتغل في صغره ، ودرّس بالطيبة هذه سنة أربع وسبعين وسبعمائة. ثم ولي قضاء العسكر سنة خمس وسبعين إلى أن عزل بالقاضي سري الدين أول سنة ثمان وسبعين ، ودرس بالظاهرية ، نزل له عنها قاضي القضاة شمس الدين الأخنائي ، ولم تزل بيده إلى أن توفي ، وكذلك نظر الأسري. قال ابن حجي : كان في أيام سعادة والده مقصودا معظما ، وحصل أوقافا وثمرا ، وزادت في أيامه أجور الأوقاف ، وكان محببا إلى الناس وعنده فضيلة في الإنشاء ، وكان خبيرا بصنعة الكتابة ، صانعا صالحا لوظيفة كاتب السر مرجحا على غيره ، توفي في ذي القعدة سنة ثمانمائة مطعونا ، ودفن بمقبرة الصوفية بالقطعة العالية من غربيها ، بتربة لهم لا سقف لها وقد بلغ الخمسين ظنا انتهى. ثم وليها الشيخ شمس الدين محمد بن الكفتي الشافعي ، قال الشيخ تقي الدين بن قاضي شهبة في جمادى الأولى سنة ثمان عشرة وثمانمائة في ذيله التاريخ : شيخه اشتغل في صغره وحفظ التنبيه ، ورافق الشيخ تقي الدين ابن إمام المشهد زمانا وفضل ، وكان ذهنه جيدا ، وله فهم في النحو ، وأفتى في الشامية البرانية قبل الفتنة بغير كتابة ، حكى لي قال : كنت أنا وشمس الدين الجرجاوي وشمس الدين الصناديقي وبهاء الدين ابن إمام المشهد (١) نجتمع في الأمينية نشتغل ، فاتفق أن الصناديقي علق على التنبيه مجلدا ، ثم إنه أراد الأخذ في الشامية البرانية في طبقة الإفتاء ، فذهب إلى القاضي شهاب الدين الزهري وسأله ذلك ، فقال : حتى تكتب ، فقال له : خذ هذه المجلدة يعني التي جمعها وعما شئت فاسألني منها ، فما كتبت فيها شيئا إلا وأنا أستحضره ، ففعل ذلك فأجابه ، فأذن له أن يأخذ في طبقة الإفتاء ، فقال للقاضي شهاب الدين كلما فيها فرفقتي يشاركونني في معرفته يعني الجرجاوي
__________________
(١) شذرات الذهب ٧ : ١١٢.