ثم الدمشقي الحنبلي بدمشق ، توفي يوم الجمعة آخر النهار رابع عشرين جمادى الآخرة عن تسعين سنة ، وكان رجلا صالحا ، انفرد بعلوّ الرواية ولم يخلف بعده مثله ، وقد تفقه ببغداد ، ثم رحل إلى الشام ، ودرّس بالصاحبية عشرين سنة ، وبمدرسة أبي عمر ، وفي آخر عمره ولي مشيخة دار الحديث الظاهرية بعد سفر الفاروثي ، وكان داعية إلى مذهب السلف والصدر الأول ، وكان يعود المرضى ، ويشهد الجنائز ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وكان من خيار عباد الله تعالى ، ودفن بالروضة رحمهالله تعالى ، ودرّس بعده في الصاحبية الشيخ شمس الدين محمد بن عبد القوي المرداوي (١) وبدار الحديث شرف الدين عمر ابن خواجا إمام الدين المعروف بالناسخ قاله ابن كثير في سنة اثنتين وتسعين. وقال في سنة اثنتين وسبعمائة : وباشر الشيخ شرف الدين الفزاري مشيخة دار الحديث الظاهرية يوم الخميس ثامن شهر ربيع الآخر عوضا عن شرف الدين الناسخ وهو أبو حفص عمر بن محمد بن عمر بن حسن ابن خواجا إمام الدين الفارسي ، توفي عن سبعين سنة ، وكان فيه برّ ومعروف ، وله أخلاق حسنة ، وذكر الشيخ شرف الدين المذكور درسا مفيدا ، وحضر عنده جماعة من الأعيان انتهى. وقال في سنة خمس وعشرين وسبعمائة شيخنا المعمر السند الرحلة عفيف الدين إسحاق بن يحيى بن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل الآمدي ثم الدمشقي الحنفي شيخ دار الحديث الظاهرية ، ولد في حدود الاربعين وستمائة ، وسمع الحديث على جماعة كثيرين ، منهم : يوسف بن خليل ، ومجد الدين بن تيمية ، وكان شيخا حسنا بهيّ المنظر ، سهل الإسماع يحب الرواية ، ولديه فضيلة ، توفي ليلة الاثنين ثاني عشرين شهر رمضان ، ودفن بقاسيون ، وهو والد فخر الدين ناظر الجيوش والجامع. وقال في سنة ست وعشرين وسبعمائة : وفي يوم الأحد ثامن المحرم باشر مشيخة دار الحديث الظاهرية الشيخ شهاب الدين بن جهبل بعد وفاة ابن العفيف إسحاق ، وترك تدريس الصلاحية بالقدس الشريف واختار دمشق ،
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٤٥٢.