العادل أبي بكر محمد بن أيوب ، ثم ملكت الخاتون زهرة لابنة عم أبيها الخاتون بابا خاتون ابنة أسد الدين شيركوه الدار المذكورة ، وقرية كامد ، والحصة من قرية برقوم من أعمال حلب ، والحصة من قرية بيت الدير من الأصغار والحمام المعروف بابن موسك ، فوقفت بابا خاتون ذلك جميعه على زهرة خاتون المملكة ، ومن بعدها تكون مدفنا ومدرسة ومواضع للسكنى ، وشرطت للمدرسة : مدرّسا ومعيدا وإماما ومؤذنا وبوابا وقيما وعشرين فقيها ، ووقفت الجهات المذكورة منها ما هو على مصالح المدرسة ومصارفها ، وبعضها على أقاربها ومعتقيها ، وذلك في مستهل شهر رمضان سنة خمس وخمسين وستمائة انتهى. قال ابن شداد : أول من ذكر بها الدرس شرف الدين أحمد بن أحمد ابن نعمة المقدسي ، ثم بمن بعده تقي الدين بن حياة ، ثم عاد إلى شرف الدين المقدسي وهو مستمرّ بها إلى الآن انتهى. وقال ابن كثير في تاريخه في سنة اثنتين وثمانين وستمائة : وفي آخر شعبان باشر نيابة الحكم عن ابن الزكي شرف الدين أحمد بن نعمة المقدسي ، أحد أئمة الفضلاء ، وسادات العلماء المصنفين ، ولما توفي أخوه شمس الدين محمد في شوال ، ولي مكانه تدريس الشامية البرانية ، وأخذت منه العادلية الصغرى ، فدرّس بها القاضي نجم الدين بن صصري في ذي القعدة منها ، وأخذت من شرف الدين أيضا الرواحية ، فدرّس بها نجم الدين البياني نائب الحكم انتهى. قلت : لأن شرط المدرس بالشامية أن لا يجمع بينها وبين غيرها ، كذا نقله أبو شامة ، وقد قدمته عنه. وقال ابن كثير في سنة تسعين وستمائة : وفيها درّس بالأمينية القاضي نجم الدين ابن صصري بعد ابن الزملكاني ، وأخذت منه العادلية الصغرى لكمال الدين الزملكاني انتهى. وقد مرت ترجمة ابن صصري في المدرسة الأتابكية ، وابن الزملكاني في المدرسة الرواحية انتهى. وقال ابن كثير في سنة خمس عشرة وسبعمائة : وفي يوم الأربعاء سادس عشرين شهر رمضان درّس بالعادلية الصغرى الفقيه الامام فخر الدين المصري المعروف بابن كاتب قطلوبك بمقتضى نزول مدرسها كمال الدين بن الزملكاني له عنها ، وحضر عنده القضاة