وذكر له الأسدي ترجمته في نحو ورقة في سنة سبع عشرة وستمائة : وقال في سنة سبع عشر وستمائة : وفيها درّس بالعزيزية القاضي شمس الدين بن الشيرازي ، ثم عزل بالآمدي انتهى ، وقد مرّت ترجمة القاضي شمس الدين هذا في المدرسة الشامية البرانية ، والآمدي هو العلامة شيخ المتكلمين في زمانه سيف الدين علي بن أبي علي بن محمد بن سالم بن التغلبي الحنبلي ثم الشافعي ، ميلاده بآمد بعد الخمسين والخمسمائة ، وقدم دمشق في سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة ، وأقام بها مدة ، ثم ولّاه الملك المعظم بن العادل تدريس العزيزية المذكورة ، ولما ولي أخوه الأشرف موسى عزله عنها ، ونادى في المدارس من ذكر غير التفسير والحديث والفقه أو تعرّض لكلام الفلاسفة نفيته ، فأقام السيف الآمدي خامدا خاملا في بيته إلى أن توفي في صفر سنة إحدى وثلاثين وستمائة ، ودفن بتربته بقاسيون. وقال الذهبي : أقرأ بمصر مدة فنسبوه إلى دين الأوائل وكتبوا محضرا بإباحة دمه ، فهرب وسكن بحماة ، ثم تحول إلى دمشق ودرس بالعزيزية ، ثم عزل لأمر أتهم فيه ، ولزم بيته يشتغل ، ولم يكن له نظير في الأصلين والكلام والمنطق ، توفي في ثالث صفر. وقال الأسدي في سنة ست عشرة ، وكان في دولة المعظم قد كثر الاشتغال بعلوم الأوائل ، فنادى الملك الأشرف في البلدان : لا يشتغل الناس بذلك ، وأن يشتغلوا بعلم التفسير والفقه والحديث ، وكان سيف الدين الآمدي مدرسا بالعزيزية ، فعزله عنها ، وبقي ملازما منزله حتى مات انتهى. ثم درس بها القاضي إمام الدين بن الزكي ، وقد مرت ترجمته في المدرسة التقوية. ثم درس بها قاضي القضاة بهاء الدين بن الزكي أخو إمام الدين ، وقد مرت ترجمته في المدرسة المذكورة أيضا. وقال البرزالي في سنة خمس وثلاثين وسبعمائة وفي ليلة الجمعة العشرين من شهر رجب قبل الفتنة : الفاضل محيى الدين محمد ابن القاضي شمس الدين محمد ابن قاضي القضاة بهاء الدين يوسف بن الزكي القرشي ، توفي وصلي عليه عقب صلاة الجمعة ، ودفن بسفح قاسيون ، وكان شابا ابن اثنتين وثلاثين سنة ، وحفظ وشارك في تدريس المدرسة العزيزية ،