رحمهماالله تعالى لكون الغزالي رحمهالله تعالى دخل إلى دمشق المحروسة وقصد الخانقاه السميساطية ليدخل إليها ، فمنعه الصوفية من ذلك لعدم معرفتهم به فعدل عنها ، وأقام بهذه الزاوية بالجامع إلى أن علم مكانه وعرفت منزلته ، فحضر الصوفية بأسرهم إليه واعتذروا له ، ثم أدخلوه الخانقاه السميساطية فعرفت الزاوية به ، وإنما تنسب إلى الشيخ نصر المقدسي بعده انتهى. وقال ابن كثير في موضع آخر من تاريخه في سنة سبع وعشرين وستمائة : الشيخ بيرم المارديني رحمهالله تعالى كان صالحا منقطعا محبا للعزلة عن الناس ، وكان مقيما بالزاوية الغربية من الجامع ، وهي التي يقال لها الغزالية ، وتعرف بزاوية الدولعي وبزاوية القطب النيسابوري ، وبزاوية الشيخ نصر المقدسي ، قاله الشيخ شهاب الدين أبو شامة. وكان يوم جنازته يوما مشهودا ، ودفن بسفح قاسيون. وقال في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة : وفي صفر من هذه السنة وقف السلطان الملك الناصر قرية حزم على الزاوية الغزالية ومن يشتغل بها بالعلوم الشرعية ، أو ما يحتاج الفقيه إليه ، ونظرها جعله لقطب الدين النيسابوري في مدرسها انتهى. وأصل ذلك في كلام أبي شامة في الروضتين حيث قال في صفر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة : وفيها وقف السلطان قرية حزم باللوي من حوران على الجماعة الذين يشتغلون بعلم الشريعة أو بعلم يحتاج إليه الفقيه والحضور لسماع الدرس بالزاوية الغربية من جامع دمشق المعروفة بالفقيه الزاهد نصر المقدسي رحمهالله تعالى وعلى من هو مدرسهم بهذا الموضع من أصحاب الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه ، وجعل النظر للشيخ قطب الدين النيسابوري رحمهالله تعالى ، ورأيت كتاب الوقف وعليه علامة السلطان (الحمد لله وبه توفيقي) انتهى. قال ابن شداد : أول من درس بها الشيخ نصر المقدسي. ثم من بعده ابن عبد خطيب الجامع بدمشق. ثم من بعده جمال الدين الدولعي. ثم من بعده أخوه شرف الدين. ثم من بعده أصيل الدين الأسعردي (١) ، ثم من بعده عماد الدين ابن شيخ الشيوخ (٢). ثم من بعده عز
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٢٠٤.
(٢) شذرات الذهب ٥ : ١٨١.