وسنن الدار قطني ، وأكثر مسند أحمد ، وعرض عليه الخطابة وغيرها فامتنع ، وكان سأله أبو المعالي أن ينوب عنه في القضاء فلم يفعل ، وكان ثقة متقنا متيقظا ، له شعر كثير ، روى عنه أخوه ، وابنه القاسم ، وابن السمعاني (١) ، وبنو أخيه الحسن وتاج الأمناء أحمد (٢) وفخر الدين عبد الرحمن ابنا محمد بن الحسن ، وأبو القاسم بن صصري وآخرون ، وذكر ابن الدبيثي أن الصائن وقع في الحمام ففلج أياما ومات ، توفي في شعبان ، ودفن بباب الصغير عند والده وإخوته رحمهمالله تعالى انتهى.
وقال الأسدي في هذه السنة : عبد الرحيم بن رستم أبو الفضائل الزنجاني الفقيه الشافعي ، تفقه ببغداد على أبي منصور الرزاز ، وقدم دمشق ، ودرس بالمجاهدية ثم بالغزالية ، ثم ولي القضاء ببعلبك ، ولم يزل بها حتى قتل شهيدا. قال ابن عساكر : كان عالما بالمذهب والأصول وعلوم القراآت شديدا على المخالفين ، يعني الحنابلة ، وله شعر جيد ، قتل ببعلبك في شهر ربيع الآخر ، وحمل إلى دمشق ودفن بها انتهى. ثم درس بها مرتين العلامة قطب الدين النيسابوري ، وقد مرت ترجمته في المدرسة الأمينية. وقال الأسدي في سنة تسع وسبعين وخمسمائة عقب وفاة قطب الدين المذكور : بنجير بن علي بن بنجير القاضي أبو الفتح الأشيري الفقيه نزيل دمشق ، حدث عن عبد الملك الكروخي (٣) ، روى عنه أبو قاسم بن صصري وغيره ، وناب في القضاء عن الشهرزوري ، ودرس بالغزالية مدة ، وعاش نيفا وسبعين سنة ، توفي في شهر ربيع الآخر انتهى. ثم درس بها قاضي القضاة شرف الدين بن أبي عصرون ، وقد مرت ترجمته في المدرسة العصرونية. ثم درس بها مدة طويلة الشيخ الفقيه العلامة الخطيب ضياء الدين أبو القاسم عبد الملك بن زيد بن يس بن زيد بن قائد بن جبل التغلبي الأرقمي الدولعي الموصلي الشافعي ، ولد بالدولعية ، وهي قرية من قرى الموصل سنة أربع عشرة وخمسمائة وقيل سنة
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٧٥.
(٢) شذرات الذهب ٥ : ٤٠.
(٣) شذرات الذهب ٤ : ١٤٨.