سبع ، وتفقه ببغداد ، ثم قدم الشام في شبيبته فتفقه على نصر المصيصي ، وعلى ابن أبي عصرون ، وولي خطابة جامع دمشق وتدريس هذه المدرسة. قال الشيخ العلامة النواوي رحمهالله تعالى في طبقاته : كان شيخ شيوخنا ، وكان أحد الفقهاء المشهورين والصلحاء الورعين ، توفي في شهر ربيع الأول سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، ودفن بمقبرة باب الصغير ، نقل عنه في الروضة في موضعين فقط. وقال الذهبي في هذه السنة : والشيخ الدولعي خطيب دمشق ، سمع من الفقيه نصر الله المصيصي ، وببغداد من الكروخي ، وكان متقنا خيرا خبيرا بالمذهب ، ودرس بالغزالية ، وولي الخطابة بعد ابن اخيه انتهى. ثم درّس بها مدة ابن اخيه العلامة جمال الدين الدولعي ، وقد مرّت ترجمته في مدرسته الدولعية. ثم درس بها بعده كما قاله ابن كثير في تاريخه : سلطان العلماء عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن السلمي الدمشقي ثم المصري ، ولد سنة سبع أو ثمان وسبعين وخمسمائة ، وله ترجمة طويلة جدا ، وتوفي بمصر في جمادى الأولى سنة ستين وستمائة. ثم درس بها بعده سنة ثمان وثلاثين وستمائة الشيخ الإمام عماد الدين ابو المعالي داود بن عمر بن يوسف بن يحيى بن عمر بن كامل الزبيدي القرشي ثم الدمشقي. وقال الصلاح الصفدي : الخطيب عماد الدين أبو المعالي وابو سليمان المقدسي الشافعي خطيب بيت الآبار وابن خطيبها ، ولد سنة ست وثمانين وخمسمائة ، وتوفي سنة ست وخمسين وستمائة ، وسمع من الخشوعي ، وعبد الخالق ابن فيروز الجوهري (١) ، وعمر بن طبرزد ، وحنبل ، والقاسم بن عساكر وجماعة ، وروى عنه الدمياطي ، والزين الفارقي ، والعماد النابلسي (٢) ، والشمس ابن النقيب المالكي ، والخطيب شرف الدين ، والفخر بن عساكر ، وولده الشرف محمد وطائفة من أهل القرية ، وكان مهذبا فصيحا ، مليح الخطابة لا يكاد يسمع موعظته أحد إلا وبكى ، وخطب بدمشق ، ودرّس بالزاوية الغزالية سنة ثمان وثلاثين بعد الشيخ عز الدين بن عبد السلام لما انفصل عن دمشق ،
__________________
(١) شذرات الذهب ٤ : ٣٠١.
(٢) شذرات الذهب ٦ : ٢٧.