ثم عزل العماد بعد ست سنين ورجع إلى خطابة القرية انتهى. وقال الذهبي في العبر في سنة ست وخمسين وستمائة : والعماد الآباري خطيب بيت الآبار ، كان فصيحا بليغا ، ولي خطابة دمشق وتدريس الغزالية بعد ابن عبد السلام ، ثم عزل بعد ست سنين وعاد إلى خطابة القرية ، بها توفي في شعبان ، ودفن هناك انتهى. وقال ابن كثير في سنة خمس واربعين : وفي شهر رجب منها عزل الخطيب عماد الدين خطيب بيت الآبار عن الخطابة بالجامع الأموي وتدريس الغزالية ، وولي ذلك القاضي عماد الدين عبد الكريم ابن الحرستاني شيخ دار الحديث بعد ابن الصلاح انتهى ، وقد مرت ترجمة القاضي عماد الدين هذا في دار الحديث الأشرفية الدمشقية. ثم درس بها ولده الخطيب محيى الدين بن الحرستاني. قال الصفدي في تاريخه في المحمدين : محمد بن عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الخطيب محيى الدين أبو حامد ابن القاضي الخطيب عماد الدين بن الحرستاني الأنصاري الدمشقي الشافعي خطيب دمشق وابن خطيبها ، ولد سنة أربع عشرة وستمائة ، وأجاز له جده المؤيد الطوسي ، وأبو روح الهروي (١) ، وبنت الشغري ، وسمع من زين الأمناء ، وابن الصباح ، وابن الزبيدي ، وابن ماسويه (٢) ، وابن اللتي ، والعلم الصابوني (٣) ، والفخر الأربلي (٤) ، وأبي القاسم بن صصري ؛ والفخر بن الشيرجي ، وسمع بالقاهرة من عبد الرحيم ابن الطفيل (٥) ، وحدث بالصحيح وغيره ، أقام بصهيون مدة حياة أبيه ، وولي الخطابة بعد موت أبيه ، ودرس بالغزالية والمجاهدية ، وأفتى وأجاد ، وكان متصوفا حسن الديانة ، وله نظم ، وكان طيب الصوت ، على خطبته روح ، روى عنه ابن الخباز ، وابن العطار ، وابن البرزالي ، وأجاز الشيخ شمس الدين مروياته ، وتوفي سنة اثنتين وثمانين وستمائة انتهى. وقال ابن كثير في سنة اثنتين هذه : الخطيب محيى الدين محمد
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٨١.
(٢) شذرات الذهب ٥ : ١٤٩.
(٣) شذرات الذهب ٥ : ٢٠٨.
(٤) شذرات الذهب ٥ : ١٦١.
(٥) شذرات الذهب ٥ : ١٨٤.