ابن الخطيب قاضي القضاة عماد الدين عبد الكريم ابن قاضي القضاة جمال الدين بن الحرستاني الشافعي ، خطيب دمشق ومدرس الغزالية ، كان فاضلا بارعا ، أفتى ودرّس ، وولي الغزالية بعد أبيه ، وحضر جنازته نائب السلطنة وخلق كثير ، توفي في جمادى الآخرة عن ثمان وستين سنة ، ودفن بقاسيون انتهى.
قلت : وكان ينوب عنه في الغزالية والخطابة ولده تاج الدين أبو القاسم عبد الصمد (١) الرجل الصالح والله أعلم. وقال ابن كثير : في سنة اثنتين وثمانين هذه في شعبان منها درس الخطيب جمال الدين عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي بالغزالية عوضا عن الخطيب بن الحرستاني ، وأخذ منه الدولعية لكمال الدين بن النجار الذي كان وكيل بيت المال ، ثم أخذ شمس الدين الأيكي تدريس الغزالية من ابن عبد الكافي المذكور انتهى. وشمس الدين الأيكي هذا قال ابن كثير في سنة سبع وتسعين : شمس الدين محمد بن أبي بكر بن محمد الفارسي المعروف بالأيكي ، كان أحد الفضلاء الحلالين للمشكلات ، المفسرين للمعضلات ، لا سيما في علم الأصلين والمنطق وعلم الأوائل ، باشر في وقت مشيخة الشيوخ بمصر ، وأقام يدرس بالغزالية قبل ذلك ، توفي رحمهالله تعالى بقرية المزة يوم الجمعة ، ودفن يوم السبت ، ومشى الناس في جنازته ، منهم قاضي القضاة إمام الدين القزويني ، وذلك في الرابع من شهر رمضان ، ودفن بمقابر الصوفية إلى جانب شملة ، وعمل عزاؤه بخانقاه السميساطية وكان معظما في نفوس كثير من العلماء وغيرهم انتهى. بعد أن قال ابن كثير في سنة خمس وثمانين : وفيها درس بالغزالية بدر الدين بن جماعة ، انتزعها من يد شمس الدين إمام الكلاسة الذي كان ينوب عن شمس الدين الأيكي شيخ سعيد السعداء ، باشرها شهرا ، ثم جاء مرسوم باعادتها إلى الأيكي ، وقد استناب عنه جمال الدين الباجربقي ، فباشرها الباجربقي في ثالث شهر رجب انتهى. وقال ابن كثير في سنة تسع وتسعين : الخطيب الامام العالم أبو المعالي محمد بن محمد
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٤٢٦.