ورأيت بخط البرزالي في تاريخه في السنة المذكورة ما صورته : وفي يوم الأحد عشية النهار وقت المغرب الرابع والعشرين من ذي الحجة توفي عز الدين إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن القواس بالعقيبة ، ودفن يوم الاثنين بسفح قاسيون ، ووقف داره مدرسة ظاهر دمشق خارج باب الفراديس انتهى. ثم درس بها الشيخ بهاء الدين بن إمام المشهد ، وقد مرت ترجمته في المدرسة الأسدية ، ثم نزل عنه للشيخ شمس الدين الكفتي ، وقد مرّت ترجمته في المدرسة الطيبة ، ثم استقرّ فيه بحكم وفاته في جمادى الأولى سنة ثمان عشرة وثمانمائة الشيخ تقي الدين اللوبياني ، وقد مرت ترجمته في المدرسة العزيزية ، وقد كان آخر من درّس بها ، وكان استولى عليها من ذرّيّة الواقف جماعة ، ثم انتقلت إليه ، ثم انتقلت عنه بالوفاة إلى قريبه جمال الدين يوسف اللوبياني أحد المعدلين بمركز باب الفراديس. ثم من بعده لقريبه الشيخ خليل الكناوي.
ثم لأخيه الشيخ موسى. ثم من بعده انتقلت عنه بنزوله إلى القاضي محيى الدين الناصري الحنفي.
فائدتان (الأولى) : قال البرزالي في سنة خمس وثلاثين في وفاة شمس الدين محمد بن يوسف بن نفيس التدمري : كان رجلا صالحا وفقيها فاضلا ، يعرف كتاب الحاوي الصغير ويقريه ، ويفتي ويدرس بالمدرسة القواسية توفي بحمص انتهى ملخصا.
(الثانية) : قال الشيخ تقي الدين بن قاضي شهبة في شهر رجب سنة ست وعشرين : شمس الدين محمد بن الطباخ وكان هو قد سمى نفسه ابن النحاس ، حفظ المنهاجين ، ولازم برهان الدين بن خطيب عذرا مدة ، قرأ عليّ المنهاج للبيضاوي جميعه ، وأذن له الشيخ برهان الدين في الإفتاء ، وأنكر ذلك على الشيخ ، وكان ذكيا يفهم جيدا ، توفي مطعونا بأعلى المدرسة القواسية في ليلة الثلاثاء ثالث عشره ، ودفن من الغد بمقابر باب الفراديس ، وقد قارب الثلاثين انتهى.