الخطابة ، فقال الشجاعي : ونحن من النيابة ، فقال الفاروثي : (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) الآية ، فلما بلغ ذلك الوزير ابن لسلعوس (١) غضب عليه ، وكان قد عين له القيمرية فترك ذلك ، وسافر السلطان عاشر شوال إلى مصر انتهى. ثم درس بها عوضا عن علاء الدين أحمد الشيخ الامام صدر الدين عبد البر ابن قاضي القضاة تقي الدين محمد بن رزين إلى أن توفي في شهر رجب سنة خمس وتسعين وستمائة قاله في العبر. وقال ابن كثير في سنة خمس وتسعين هذه : وفي يوم الأربعاء ثاني شهر رجب درس القاضي إمام الدين بالقيمرية عوضا عن صدر الدين ابن رزين توفي في السنة المذكورة انتهى ، وقد مرت ترجمته أي إمام الدين هذا في المدرسة الأمينية. وقال ابن كثير في سنة ست وتسعين وستمائة : ولما كان في جمادى الأولى وصل البريد فأخبر بولاية إمام الدين القزويني القضاء بالشام عوضا عن بدر الدين بن جماعة ، وإبقاء ابن جماعة على الخطابة ، وتدريس القيمرية التي كانت بيد إمام الدين ، وجاءه كتاب السلطان وفيه احترام وإكرام له ، فدرس بالقيمرية يوم الخميس ثاني شهر رجب ، ودخل إمام الدين إلى دمشق عقب صلاة الظهر يوم الأربعاء ثامن شهر رجب ، فجلس بالعادلية وحكم بين الناس انتهى. وقال الذهبي في العبر في سنة سبع وأربعين وسبعمائة : وفيها توفي الشيخ شمس الدين بن الصلاح مدرس القيمرية ، وفي ذيله لتلميذه السيد شمس الدين الحسيني في هذه السنة : وفيها توفي شيخنا شمس الدين محمد ابن الصلاح مدرس القيمرية الشهرزوري انتهى. ثم درس بها قاضي القضاة بهاء الدين أبو البقاء السبكي ، وقد مرت ترجمته في دار الحديث الدمشقية. ثم ولده قاضي القضاة ولي الدين أبو ذر عبد الله ، وقد مرت ترجمته في دار الحديث المذكورة. ثم درّس بها شرف الدين يونس ابن القاضي علاء الدين بن أبي البقاء إلى أن توفي يوم الأربعاء خامس عشرين صفر سنة أربع عشرة وثمانمائة : قال الأسدي في تاريخه : وولي وظائفه وحضر
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٤٢٤.