إحدى وأربعين وستمائة انتهى. وقال الصفدي أيضا : محمد بن عمر الشيخ نجم الدين ابن الشيخ نجم الدين بن أبي الطيب وكيل بيت المال بدمشق ، كان قد تزوج بنت القاضي محيي الدين بن فضل الله ، فحصل لما توجه القاضي محيي الدين إلى كتابة السر بالديار المصرية كل خير ، وولي الوظائف الكبار مثل نظر الخزانة بقلعة دمشق ، ووكالة بيت المال ، وكان بيده نظر الرباع السلطانية ، وتدريس المدرسة الكروسية ، وسوف يأتي إن شاء الله تعالى في ترجمة والده عمر بن أبي القاسم (١) في حرف العين ، التنبيه على تسمية بيتهم يعني أبا الطيب ، وأم نجم الدين هذا بنت شمس الدين ابن القاضي نجم الدين أبي بكر محمد ابن قاضي القضاة بدمشق ، وكان وليها بعد عزل القاضي علاء الدين بن علي القلانسي لما غضب عليه الأمير سيف الدين تنكز وعزله عن وطائفه ، وكان وليها بعد الشيخ كمال الدين بن الزملكاني ، ووليها بعد ابن الشريشي المذكور ووليها بعد نجم الدين عمر والد نجم الدين المذكور ، وكان نجم الدين المذكور شافعي المذهب ، حسن الشكل تامّ الخلق ، له تودد وملقى حسن ، توفي في جمرة ظهرت بوجهه في يومين ، وكانت وفاته في رابع شعبان سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة ، وكان حفظ الأخبار في أهل عصره وتواريخهم ووقائعهم لا يدانيه أحد في ذلك ، واعترف له بذلك القاضي شهاب الدين بن فضل الله (٢).
٨٠ ـ المدرسة الكلاسة
لصيق الجامع الأموي من شمالي ولها باب إليه ، عمرها نور الدين الشهيد في سنة خمس وخمسين وخمسمائة ، وأحرقت هي ومئذنة العروس في المحرم سنة سبعين وخمسمائة ، وسميت هذا الاسم لأنها كانت موضع عمل الكلس أيام بناء الجامع ، وجعلت زيادة لما ضاق الجامع بالناس ، وفي تاسع عشر شهر ربيع الأول ملك صلاح الدين بن أيوب دمشق فأمر بتجديد عمارة الكلاسة في سنة
__________________
(١) ابن كثير ١٤ : ٣٧.
(٢) شذرات الذهب ٦ : ١٦٠.