وكتب له إجازة بخطه ، وصحب القاضي تاج الدين وكان يطريه ويمدحه وقال ابن حجي : وكان مع دخوله في الفقهاء ومزاحمتهم في الوظائف سالكا مسلك طريق الفقر ، وولي إمامة الطواويس ، وكان له هناك وقت للذكر ، ورتب له شيء على الجامع ، وطالع هو ووالدي كتاب النهاية في الفقه ، ورتب مدرسا بالكلاسة عن بني الزكي ، ثم سافر إلى مصر ، توفي في يوم عشرين جمادى الآخرة سنة تسع وثمانين وسبعمائة ، وقد جاوز السبعين. ثم درس بها مدة قاضي القضاة عز الدين أبو المفاخر محمد بن شرف الدين عبد القادر ابن عفيف الدين عبد الخالق بن خليل الأنصاري الدمشقي ، ولي قضاء القضاء بدمشق مرّتين ، عزل به شمس الدين بن خلكان ، ثم عزل بابن خلكان بعد سبع سنين ، ثم عزل ابن خلكان به ثانية ، ثم عزل هو وسجن وولي بعده بهاء الدين بن الزكي وبقي معزولا إلى أن توفي ببستانه في تاسع شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين وستمائة بسوق الخيل ثم دفن بسفح قاسيون ، وكان مولده سنة ثمان وعشرين وستمائة ، وكان مشكور السيرة ، له عقل وتدبير ، واعتقاد كثير في الصالحين ، وقد سمع الحديث وخرّج له ابن بلبان مشيخة قرأها ابن جعوان (١) عليه ، ثم درس بهذه المدرسة بعده ابنه محيى الدين أحمد ، وتوفي بعده في يوم الأربعاء ثامن شهر رجب ، قاله ابن كثير ملخصا في السنة المذكورة. ثم درس بها الامام جمال الدين بن الرهاوي في سنة إحدى وخمسين انتزعها من محيى الدين بن الزكي. ثم ولي نظر الجامع في سنة إحدى وستين شهرا واحدا ، ثم وكالة بيت المال في ذي القعدة سنة أربع وستين ثم عزل ، وقد مرت ترجمته في المدرسة الشامية البرانية. ثم درس بها العلامة شمس الدين الصرخدي ، وقد مرت ترجمته في المدرسة التقوية ، وقال الشيخ تقي الدين الأسدي في ثالث ذي القعدة سنة خمس وثلاثين وثمانمائة : ويومئذ حضر رضي الدين محمد ابن الشيخ الامام شهاب الدين الغزي مدرس الكلاسة وكان بيد والده ، ودرس جيدا ، وله طلب وفضل ونشأ على طريقة حسنة غير أنه
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٤٤٤.