عرقلة (١) الدمشقي الشاعر وغيره ، انتهى كلام أبي شامة رحمهالله تعالى. وقال الذهبي في مختصر الاسلام في سنة خمس وخمسين وخمسمائة : وفيها مات الأمير مجاهد الدين بزان واقف المجاهدية بدمشق انتهى. وفي غيره : وأوصى إلى القاضي زكي الدين بن الزكي وجعل النظر لعقبه على أوقافه كلها وأوصى أن يحج عنه بثلاثين دينارا ، وإليه ينسب السبع المجاهدي بالجامع بمقصورة الخضر داخل باب الزيادة. وقال صلاح الدين بزان بن يامين الأمير مجاهد الدين الكردي أحد الموصوفين بالشجاعة والرأي والسماحة والصدقات والصلات ، توفي رحمهالله تعالى سنة خمس وخمسين وخمسمائة انتهى. ومن وقفها طاحون اللوان بأواخر المزة والديروسة. قال ابن شداد : أول من درس بها قطب الدين النيسابوري. ثم ولها بعده [الفقيه] أبو الفتح نصر الله المصيصي وتوفي بها. وعادت إلى قطب الدين النيسابوري عند عوده من العجم المرة الثانية. ووليها القاضي شمس الدين يحيى بن هبة الله بن سني الدولة. ثم من بعده عماد الدين ابن الحرستاني. ثم ولده محيى الدين الخطيب الآن بدمشق. ثم أخذت منه في سنة تسع وستين وستمائة. ووليها تاج الدين عبد الرحمن الفقيه المفتي وهو مستمر بها إلى الآن انتهى.
قلت : أول من درس بها قاضي القضاة منتجب الدين أبو المعالي محمد ابن قاضي القضاة أبي الفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز القرشي ، وقد ولد في أوائل سنة سبع وستين وأربعمائة ، وتفقه على الشيخ نصر المقدسي ، وناب عن والده في القضاء لما حج أبوه في سنة عشر ، ثم استقل بالقضاء لما كبر أبوه وبعد موته ، ودرس في هذه المدرسة ثم ولاه الواقف على النظر والتدريس ، توفي في شهر ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وخمسمائة ، ودفن عند والده بمسجد القدم. قال الشيخ تقي الدين : ودرّس بها بعده فيما أظن ولده قاضي القضاة زكي الدين أبو الحسن علي (٢) ، وقد ولي قضاء دمشق ثم استعفى منه في سنة خمس وخمسين فأعفي وذهب إلى العراق. قال الذهبي :
__________________
(١) شذرات الذهب ٤ : ٢٢٠.
(٢) شذرات الذهب ٤ : ٢١٣.