مرت ترجمته في المدرسة الظاهرية البرانية. ثم تركها للشيخ تاج الدين المراكشي ، ويحتمل أنه لما ولي هذا الخطابة سنة تسع وأربعين. ثم درس بها الشيخ تاج الدين هذا بعد وفاة الشيخ تقي الدين بن الزملكاني. قال الأسدي فيما أظن : ثم إنه أعرض عنها. وقال : وجدت في شرط واقف المسرورية أن يعرف الخلاف وأنا لا أعرفه. قال الأسدي : قال شيخنا قال لي والدي : والذي زهده في التدريس بالمسرورية الشيخ شمس الدين القونوي الحنفي وكان صاحبه انتهى. والشيخ تاج الدين المذكور وهو محمد بن إبراهيم بن يوسف بن حامد المراكشي ميلاده سنة إحدى وقيل ثلاث وسبعمائة ، واشتغل بالقاهرة على الشيخ علاء الدين القونوي وغيره من مشايخ العصر ، وأخذ النحو عن أبي حيان ، وتفنن بالعلوم ، وسمع بالقاهرة وبدمشق من جماعة ، وأعاد بقية الامام الشافعي رضي الله تعالى عنه ، وكان ضيق الخلق لا يجابي أحدا ولا يتحاشى من أحد ، فآذاه لذلك القاضي جلال الدين القزويني ، أول دخوله القاهرة فلم يرجع ، فشاور عليه السلطان فرسم باخراجه من القاهرة إلى الشام مرسما عليه. قال الصفدي : أظن ذلك في أواخر سنة سبع وثلاثين ، فورد دمشق وأقام بها ، ودرس بالمسرورية مدة يسيرة ، ثم أعرض عنها تزهدا. قال الأسنوي : حصل علوما عديدة أكثرها بالسماع لأنه كان ضعيف النظر مقاربا للعمى ، وكان ذكيا غير أنه كان عجولا محتقرا للناس كثير الوقيعة فيهم ، ولما قدم دمشق أقبل على الاشتغال والاشغال وسماع الحديث. وولي تدريس المسرورية ثم انقطع قبل موته بنحو سنة في دار الحديث ، وترك التدريس الذي له ، وأقبل على التلاوة والنظر في العلوم إلى أن توفي فجأة في جمادى الآخرة سنة إحدى وقيل اثنتين وخمسين وسبعمائة. ثم درس بها بعده قاضي القضاة تقي الدين السبكي في أول سنة إحدى وخمسين بعد إعراض الشيخ تاج الدين عنها واعترافه بأنه لا يعرف أحدا يعلم علم الخلاف غير القاضي تقي الدين المذكور ، وقد مرت ترجمته في دار الحديث الأشرفية. ثم درّس بها بنزوله ولده قاضي