يوسف بن صلاح الدين يوسف بن أيوب ، وقد مرت ترجمته في دار الحديث الناصرية ، وتعرف بالناصرية البرانية. قال ابن شداد : وكانت هذه المدرسة تعرف بدار الزكي المعظم ، وفرغ من عمارتها في أواخر سنة ثلاث وخمسين وستمائة ، وأول من درس بها قاضي القضاة صدر الدين بن سني الدولة ، ومن بعده ولده نجم الدين ، ثم القاضي شمس الدين بن خلكان ، ثم من بعده الشيخ رشيد الدين الفارقي ، وهو مستمر بها إلى الآن انتهى.
قلت : وكان شروع قاضي القضاة صدر الدين بن سني الدولة في تدريسها في سابع المحرم سنة أربع وخمسين بحضرة الواقف وحضرة الأمراء والدوادار نجم الدين البادرائي وأعيان الشام. قال ابن كثير : وجمهور أهل الحلّ والعقد بدمشق ، وقد مرت ترجمته في المدرسة الإقبالية. ثم درّس بها بعده أشهرا قاضي القضاة محيي الدين يحيى ابن قاضي القضاة محيي الدين محمد بن الزكي في سنة ثمان وخمسين وستمائة ، ثم ذهب إلى مصر وتوفي بها في شهر رجب سنة ثمان وستين وستمائة. ثم وليها بعده القاضي نجم الدين أبو بكر محمد ابن قاضي القضاة صدر الدين بن سني الدولة في ذي القعدة سنة ثمان وخمسين إلى ذي القعدة في سنة تسع وستين ، وقد مرت ترجمته في المدرسة الأمينية. ثم درس بها بعده الشيخ رشيد الدين الفارقي سنة تسع وستين وهي سنة قسم الوظائف بين الفقهاء ، فباشرها نحو سبع سنين إلى سنة سبع وستين وستمائة ، وقد مرت ترجمته في المدرسة الظاهرية الجوانية.
وقال ابن كثير في تاريخه في سنة تسعين وستمائة : وفيها أثبت ابن الخويي محضرا يتضمن أن يكون تدريس الناصرية للقاضي الشافعي وانتزعها من زين الدين الفارقي انتهى. وقال في سنة تسعين : وفيها أعيدت الناصرية إلى الفارقي انتهى. وقال ابن كثير في سنة ثلاث وتسعين وستمائة : وفي يوم الأربعاء ثاني ذي القعدة درّس بالغزالية شرف الدين الخطيب المقدسي عوضا عن قاضي القضاة [شهاب الدين بن الخويي] ، توفي وترك الشامية البرانية ، إلى أن قال : وباشر تدريس الشامية عوضا عن شرف الدين المقدسي الشيخ زين الدين