الصفدي رحمهالله تعالى في حرف السين : سليمان بن أبي العز بن وهيب المفتي الكبير الشيخ صدر الدين الحنفي قاضي القضاة أبو الفضل الأذرعي ثم الدمشقي الحنفي ، إمام عالم متبحر عارف بدقائق الفقه وغوامضه ، وإليه انتهت الرئاسة في الحنفية بمصر والشام ، وتفقه على الشيخ جمال الدين الحصيري وغيره ، وقرأ الفقه بدمشق مدة ، ثم سكن مصر وحكم بها ، ودرس بالصالحية ثم انتقل إلى دمشق قبل موته ، فاتفق موت مجد الدين بن العديم ، وكان الملك الظاهر بيبرس يحبه ويبالغ في احترامه ، وأذن له أن يحكم حيث حلّ ، وكان لا يكاد يفارقه في غزواته وحجّ معه ، ومل يخلف بعده مثله في مذهبه ، وله شعر ، مات رحمهالله تعالى سنة سبع وسبعين وولي القضاء بعده حسام الدين الرومي انتهى. وقال الحافظ علم الدين البرزالي في تاريخه ومن خطه نقلت في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة : وفي ليلة السبت منتصف شوال توفي الشيخ الفقيه الامام شمس الدين محمد بن عثمان بن محمد الأصبهاني المعروف بابن العجمي الحنفي ، وصلي عليه ظهر السبت بجامع دمشق ، ودفن بمقبرة باب الصغير ، وكان مدرسا بالاقبالية الحنفية وفيها مات ، ودرّس أيضا بالمدينة النبوية الشريفة على الحالّ بها الصلاة والسلام ، وسمع من ابن البخاري مشيخته ، وحدّث بالمدينة النبوية الشريفة على مشرّفها أفضل الصلاة وأتم السلام ، وكان فقيها فاضلا ، وجمع منسكا على مذهبه ، وكان فيه وسواس في الطهارة ، وفيه ديانة وقلة مخالطة للناس. وولي المدرسة المذكورة بعده نجم الدين ابن قاضي القضاة عماد الدين الحنفي ودرس بها في يوم الاثنين الرابع والعشرين من شوال ، وحضر درسه القضاة وأعيان المدرسين والفقهاء وأثنوا عليه وعلى نباهته وفهمه وحسن آدابه وفصاحته وقوة جنانه مع صغر سنه ، زاده الله من فضله انتهى. وقال ابن كثير في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة : وفي يوم الاثنين رابع عشرين شوال درس بالاقبالية الحنفية نجم الدين ابن قاضي القضاة عماد الدين الطرسوسي الحنفي عوضا عن شمس الدين محمد بن عثمان ابن محمد بن عمر الأصبهاني بن العجمي الحنيطي ويعرف بابن الحنبلي ، وكان