تدريسها في سنة ثمان وتسعين وستمائة شمس الدين بن الحريري قاضي القضاة ، وستأتي ترجمته في المدرسة الفرخشاهية. وقال الذهبي في ذيل العبر في سنة خمس عشرة وسبعمائة : قدم قاضي ملطية بعد فتحها إلى دمشق ، فأعطي تدريس الخاتونية البرانية وشيخ الصوفية انتهى. وقال تلميذه ابن كثير في تاريخه في السنة المذكورة : وفي يوم الأربعاء سادس عشر جمادى الآخرة درس قاضي ملطية الشريف شمس الدين بالمدرسة الخاتونية البرانية عوضا عن قاضي القضاة الحنفي البصروي (١) ، وحضر عنده الأعيان ، وهو رجل له فضيلة وحسن خلق ، كان قاضيا بملطية وخطيبا بها نحوا من عشرين سنة انتهى. وقاضي القضاة المشار إليه هو صدر الدين أبو الحسن علي ابن الشيخ صفي الدين أبي القاسم الحنفي البصروي ، وفي يوم الجمعة التاسع والعشرين من ذي الحجة سنة ست قدم دمشق من القاهرة متوليا قضاء الحنفية عوضا عن الأذرعي مع ما بيده من تدريس النورية والمقدمية ، وخرج الناس لتلقيه وهنؤوه ، وحكم بالنورية ، وقريء تقليده بالمقصورة الكندية في الزاوية الشرقية من جامع بني أمية ، وتوفي رحمهالله تعالى في شعبان سنة سبع وعشرين وسبعمائة عن خمس وثمانين سنة. وقال ابن كثير في سنة تسع عشرة وسبعمائة في جمادى الآخرة : وفي هذا الشهر درس بالخاتونية البرانية القاضي بدر الدين أبو نويرة الحنفي وعمره خمس وعشرون سنة ، عوضا عن القاضي شمس الدين محمد قاضي ملطية لما توفي انتهى.
وقال الأسدي في شهر رمضان سنة ست عشرة وثمانمائة من ذيله على تاريخ شيخه : وفي يوم الجمعة ثامن عشريه ، بلغني وفاة قاضي القضاة صدر الدين بن الآدمي بالقاهرة ، مات رحمهالله تعالى بالفولنج ولم ينقطع إلا يومين ، وكان له بدمشق جهات كثيرة ، وكانت خرجت قبل ذلك ، فلما جاء الخبر بموته أخرج باقيها ، فما كان بيده : تدريس الخاتونية البرانية ، والقصاعين ، والشبلية ، وخزانة كتب الأشرفية بالجامع ، ومباشرات ، وأنظار كثيرة ، وخلف
__________________
(١) شذرات الذهب ٦ : ٧٨.