جبل قاسيون قبلي المقبرة الشركسية ، وأما ناصر الدين فنقلته ابنة عمه ست الشام بنت أيوب فدفنته في مقبرتها بمدرستها بالعوينة ، فهو القبر الأوسط بين قبرها وقبر أخيها ، وكانت ست الشام كثيرة المعروف والبر والصدقات. إلى أن قال : قال العماد وفيها في جمادى الآخرة توفي أخو الخاتون المذكورة سعد الدين مسعود ابن أنر ، ونحن قد فتحنا ميافارقين بها ، ولقد كان من الأكارم والأكابر ، ومن ذوي المآثر والمفاخر ، وما رأيت أحسن منه خلقا وأزكى عرقا ، ولم يزل في الدولتين النورية والصلاحية أميرا مقدما وعظيما مكرما ، ولغور فضائله ووفور فواضله وجدّ شهامته وحدّ صرامته ، رغب السلطان وهو زوج أخته أن يكون هو أيضا زوج أخته ، فزوجه بالتي تزوجها مظفر الدين كوكبري بعده. قلت : وهي ربيعة خاتون بنت أيوب عمرت إلى أن توفيت بدمشق بدار أبيها ، وهي دار العقيقي في شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وستمائة ، وهي آخر أولاد أيوب لصلبه موتا ، وكان يحترمها الملوك من أولاد إخوتها وأولادهم ويزورونها في دارها ، انتهى كلامه. وقال شيخنا في الكواكب الدرية في السيرة النورية : وقد كانت زوجته هذه أيضا من الصالحات الخيرات تكثر القيام ، فنامت ذات ليلة عن وردها ، فأصبحت وهي غضبى ، فسألها نور الدين عن أمرها ، فذكرت لها نومها الذي فوّت عليها وردها ، فأمر نور الدين عند ذلك بضرب طبلخانات في القلعة وقت السحر ليوقظ النائم بذلك الوقت لقيام الدين ، ورتب للضارب جراية وجامكية انتهى. قال ابن الأثير : وكان لا يفعل فعلا إلا بنية حسنة انتهى. وقال ابن شداد : وانتقلت المدرسة في شهور سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة. وأول من ذكر بها الدرس حجة الاسلام والدين إلى أن توفي. ثم من بعده تولاها فخر الدين الحواري إلى أن توفي. واستمر بها ولده إلى أن توفي. وبقيت على ولده تاج الدين محمد المذكور. وقد ناب عنه بها نجم الدين خليل بن علي الحموي إلى أن توفي فجأة ، ووليها بعده ولده شمس الدين علي وانتزعت من يده في زمان الملك الصالح نجم الدين أيوب في جمادى سنة أربع وأربعين وستمائة. ووليها