سنة سبع وتسعين وستمائة انتهى. وقال ابن كثير في تاريخه في هذه السنة : الصدر بن عقبة إبراهيم بن أحمد بن عقبة بن هبة الله بن عطاء البصروي الحنفي ، درّس وأعاد وولي في وقت قضاء حلب ، ثم سافر قبل وفاته إلى مصر ، فجاء بتوقيع فيه قضاء حلب ، فلما اجتاز بدمشق توفي بها في شهر رمضان من هذه السنة ، وله سبع وثمانون سنة انتهى.
وأما ابن أبي جرادة فقال الشيخ نجم الدين الطرسوسي في شرح منظومته : قاضي القضاة مجد الدين أبو محمد عبد الرحمن ابن الصاحب الكبير كمال الدين بن عمر بن أحمد بن هبة الله بن يحيى بن زهير بن هارون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة ، ميلاده بحلب سنة أربع عشرة وستمائة ، كان إماما جليلا فاضلا دينا متعبدا متقشفا ، مواظبا على ورده من النوافل ، ممدوحا رئيسا ، لم يزل من أول عمره عند الناس معظما ، حتى قيل إنه في حياة والده كان يرجح عليه مع جلالة والده ، درس بحلب ودمشق ومصر : فدرّس بدمشق بالخاتونية العصمية ، وهو أول من درس بالمدرسة الظاهرية بالقاهرة ، وحضر السلطان درس وسمع بحثه ومناظرته ، وتأخر هو عن الناس حتى تكاملوا ، فلما حضر قام له السلطان وتلقاه ، وولي الخطابة بالجامع الحاكمي مدة بمصر ، وكان له أوراد من العبادة لا يخل بشيء منها ، وفي يوم الأربعاء سلخ ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين وستمائة قدم دمشق قاضي القضاة بها بعد القاضي شمس الدين عبد الله ، واستناب القاضي بدر الدين مدرّس المعينية الآتي ذكرها ، ومات بجوسقه ظاهر دمشق في الشرف القبلي يوم الثلاثاء سادس عشر شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعين وستمائة ، ودفن بتربته بالقرب منه ، ومما أنشد لنفسه يقول :
شهود ودّي تؤدي وهي صادقة |
|
وحاكم الشوق بالأسجال قد حكما |
هب أنني مدّع قد غاب شاهده |
|
أليس قلبك يقضي بالذي علما |
وممن درس بها البرهان بن الموفق. قال الذهبي في العبر في سنة تسع وتسعين (بالتاء فيهما) وخمسمائة : والعلامة أبو الموفق مسعود بن الموفق شجاع