وغيره ، وفضل وافتى ودرس بالركنية بالسفح والمقدمية شريكا لغيره ، وناب في القضاء بالديار المصرية قديما عن القاضي ابن منصور ، وباشر إفتاء دار العدل بدمشق مدة طويلة ، وكان عنده جرأة وإقدام ومرافعة ، ثم أنه بعد الوقعة تأخر وترك الاشتغال بالعلم وافتقر وضعف ، توفي بسكنه بالشبلية ليلة السبت سابع عشريه ، وصلى عليه من الغد بعد الظهر بجامع الحنابلة ، وحضر جنازته جمع من الفقهاء وغيرهم ، ودفن بسفح قاسيون. واستقرّ في جهاته أخوه القاضي عز الدين (١) ، وصهره السيد ركن الدين بن زمام ، ووالده توفي في شهر رجب سنة خمس وثمانين ، وقد مرت ترجمته. ثم قال تقي الدين في شعبان سنة خمس وعشرين : وفي هذا الشهر أخرج النائب تنبك ميق عن السيد ركن الدين الركنية البرانية ونصف النظر عليهما لشمس الدين ابن اللبودي بلا سبب ، فشقّ عليه وعلى غيره ذلك مع أنه لم يكن محمودا في مباشرته نظرها انتهى. ثم قال تقي الدين في محرم سنة ست وعشرين وفي يوم الأربعاء ثاني عشريه حضر تدريس المدرسة الركنية بالسفح شرف الدين بن برهان الدين ابن الشيخ شرف الدين بن منصور ، وحضر معه القضاة والفقهاء ، وذلك عن ربع التدريس بالمكان المذكور ، نزل عنه ابن عمه ، وكان تدريس هذه المدرسة قد صار إلى بدر الدين ابن الشيخ صدر الدين بن منصور ، فنزل عن نصفه للشيخ بدر الدين ابن الرضي (٢) ، فلما توفي نزل عنه لولده شمس الدين ، فنزل عنه للقاضي بدر الدين المقدسي ، ثم نزل عنه لابنه ، فنزل عنه للشيخ برهان الدين ابن خضر ، ثم نزل عنه للسيد ركن الدين بن زمام ، واستمر النصف الآخر بيد ولده بدر الدين بن منصور ، ثم نزل عنه لابن منصور وشمس الدين بن الرضي نصفين انتهى. ثم قال في الشهر المذكور منها وفي هذا الشهر : وحكى لي القاضي ناصر الدين بن اللبودي الحموي أنه صالح السيد ركن الدين وردّ إليه تدريس الركنية ، ورجع هذا معيدا ورتب له شيء وعجل له بعضه انتهى.
__________________
(١) شذرات الذهب ٧ : ١٣٣.
(٢) شذرات الذهب ٦ : ٣٦٨.