الدين السنجاري ، وكان ضريرا فاضلا عالما إلى أن توفي. ووليها بعده شمس الدين بن الجوزي. وبعده الشيخ وجيه الدين محمد ، وكان رجلا فاضلا عالما إلى أن توفي. ثم من بعده جمال الدين يوسف إلى أن توفي. ووليها بعده نور الدين ابن قاضي آمد إلى أن استولى التتار المخذولون على الشام. وتولاها عز الدين عبد العزيز إلى أن توفي. ووليها بعده بدر الدين ابن الفويرة ، وانتقل عنها. ووليها بعده رشيد الدين سعيد بن علي بن سعيد البصروي ، وهو مستمر بها إلى الآن. قال الذهبي : في سنة أربع وثمانين وستمائة : والرشيد سعيد بن علي بن سعيد البصروي الحنفي مدرس الشبلية أحد أئمة المذهب ، وكان دينا ورعا نحويا شاعرا ، توفي في شعبان وقد قارب الستين انتهى. وقال ابن كثير في تاريخه في سنة أربع وثمانين وستمائة : الرشيد سعيد بن علي بن سعيد الشيخ رشيد الدين الحنفي مدرس الشبلية ، وله تصانيف مفيدة كثيرة ونظم حسن ، ومن ذلك قوله :
قل لمن يحذر أن تدركه |
|
نكبات الدهر لا يغني الحذر |
أذهب الحزن اعتقادي أنه |
|
كل شيء بقضاء وقدر |
ومن شعره أيضا قوله :
إلهي لك الحمد الذي أنت أهله |
|
على نعم منها الهداية والحمد |
إلى آخره ، توفي رحمهالله تعالى يوم السبت ثالث شهر رمضان ، وصلي عليه العصر بالجامع المظفري ، ودفن بالسفح انتهى. وقال الصفدي في حرف السين : سعيد بن علي بن سعيد العلامة رشيد الدين أبو محمد البصروي الحنفي مدرّس الشبلية ، كان إماما مفتيا مدرسا ، بصيرا بالمذهب ، جيد العربية ، متين الديانة ، شديد الورع ، عرض عليه القضاء أو ذكر له فامتنع. قال شمس الدين أبو الفتح : لم يخلف الرشيد سعيد بعده مثله في المذهب ، وكان خبيرا بالمذهب والنحو وغيره ، وكتب عنه ابن الخباز ، وابن البرزالي ، وتوفي سنة أربع وثمانين وستمائة ، ومن شعره قوله :