وقال الذهبي في تاريخه العبر في سنة ست وثلاثين وستمائة : وجمال الدين الحصيري شيخ الحنفية أبو المحامد محمود بن أحمد بن عبد السيد البخاري وله تسعون سنة ، توفي في صفر ، وروى صحيح مسلم عن أصحاب الفراوي ودرس بالنورية خمسا وعشرين سنة ، وكانت من العلماء العاملين انتهى. ومثله في مختصر تاريخ الاسلام له وزاد ، وازدحم الخلق على نعشه ، حمل على الأصابع. وقال تلميذه ابن كثير في هذه السنة : جمال الدين بن الحصيري الحنفي محمود بن أحمد العلامة جمال الدين شيخ الحنفية بدمشق ، ومدرس النورية ، أصله من قرية يقال لها حصير من معاملة بخارى ، وسمع الحديث الكثير ، وسار إلى دمشق فانتهت إليه رياسة الحنفية بها ، ولا سيما في أيام الملك المعظم ، كان يقرأ الجامع الكبير ، وله عليه شرح ، وكان يحترمه ويعظمه ويكرمه ، وكان رحمهالله تعالى غزير الدمعة ، كثير الصدقة ، عاقلا نزها عفيفا ، توفي رحمهالله تعالى يوم الأحد ثامن صفر ، ودفن بمقابر الصوفية ، وله تسعون سنة ، وأول درسه في النورية كان في سنة إحدى عشرة وستمائة بعد الشرف داود الذي تولاها بعد البرهان مسعود ، وهو أول مدرسها رحمهالله تعالى. وأما ابنه النظام المذكور ، فقال الذهبي في العبر في سنة ثمان وتسعين وستمائة : وفيها توفي ابن الحصيري نائب الحكم نظام الدين أحمد ابن العلامة جمال الدين محمود بن حمد البخاري الأديب الدمشقي الحنفي ، وله نحو من سبعين سنة انتهى. وقال تلميذه ابن كثير في سنة ثمان المذكورة : الشيخ نظام الدين أحمد ابن الشيخ جمال الدين محمود بن عبد السيد الحصيري الحنفي مدرس النورية. توفي ثاني المحرم ، ودفن في ثالثه يوم الجمعة في مقابر الصوفية ، وكان مفننا فاضلا ، ناب في الحكم في وقت ، ودرس بالنورية بعد أبيه. ثم درّس بها بعده الشيخ شمس الدين بن الصدر سليمان انتهى. وقال في سنة إحدى وسبعمائة : وفي نصف صفر ولي تدريس النورية الشيخ صدر الدين علي البصراوي الحنفي عوضا عن الشيخ ولي الدين السمرقندي ، وإنما كان وليها ستة أيام درّس بها أربعة دروس بعد بني الصدر سليمان توفي ، وكان من كبار الصالحين ، يصلي كل يوم مائة ركعة انتهى.