أهواك يا مزة الفيحاء أهواك |
|
أهوى هواك وماك البارد الزاكي |
قد طفت في البر والبحر المديد فلم |
|
أر جمالا وحسنا مثل مغناك |
نباتك الطيب والأزهار أجمعها |
|
وام أذق قط طعما مثل مجناك |
أنهارك كرحيق السلبيل جرى |
|
بين الرياض ونشر المسك رياك |
فالحمد لله مولانا وسيدنا |
|
إذ خصنا وحبانا طيب سكناك |
ثم الصلاة على المختار من مضر |
|
خير البرية من عرب وأتراك |
ونزل عن القضاء في أول ذي الحجة سنة ست وأربعين وسبعمائة ، وتزهد عن الدنيا ، وانقطع رحمهالله تعالى في منزله بالمزة على العبادة والتلاوة إلى أن توفي رحمهالله تعالى يوم الاثنين سلخ ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وسبعمائة بمنزله بالمزة ، ودفن بالمزة بتربة الشيخ صالح علاء الدين الصوابي انتهى. وابنه نجم الدين إبراهيم هذا هو العلامة قاضي القضاة الحنفية بالشام بعد والده كان فقيها بارعا في الفقه ، صنف عدة مجلدات ، وله نظم حسن ، ومذاكرات مفيدة ، وفهم وسياسة وتودد وملتقى حسن قال السيد الحسيني في ذيله في سنة ثمان وخمسين وسبعمائة : والامام العلامة قاضي القضاة نجم الدين إبراهيم ابن قاضي القضاة عماد الدين علي بن الطرسوسي الحنفي ، مولده بالمزة في ثاني المحرم سنة عشرين وسبعمائة ، وتفقه بوالده وغيره ، وبرع في الأصول والفقه ، ودرّس ، وأفتى ، وناظر ، وأفاد ، مع الديانة والصيانة والتعفف والمهابة ، ناب في الحكم عن والده ، ثم ولي الحكم استقلالا بعده ، وحدث عن ابن الشيرازي وغيره ، توفي رحمهالله تعالى في شعبان. وولي بعده نائبه القاضي شرف الدين الكفري (١) انتهى.
وقال الحسيني أيضا في ذيله في سنة تسع وخمسين وسبعمائة : وفي العشر الأخير من شعبان صرف قاضي القضاة شرف الدين الكفري وقاضي القضاة جمال الدين المسلاتي المالكي عن القضاء بدمشق ، وولي قاضي الشافعية قاضي القضاة بهاء الدين
__________________
(١) شذرات الذهب ٦ : ٢٣٩.