ثم قال في سنة ثلاث وخمسين : في مستهل شهر رجب منها وصل حميد الدين ، وقد استقرّ قاضي الحنفية بدمشق من مصر عوضا عن حسام الدين ، ورسم لحسام الدين بقضاء طرابلس.
ثم قال في سنة أربع وخمسين : وفي أول جمادى الأولى منها أخرج أبو الفتح في مجيئه مرسوما بعزل حميد الدين فتوجه إلى مصر. وقال في سنة أربع وخمسين : وفي يوم الاثنين حادي عشرين في شعبان منها وصل حميد الدين ابن قاضي بغداد من مصر إلى دمشق ، وقد أعيد إلى قضاء الحنفية بها.
قال ابن الزملكاني رحمهالله تعالى : وفي يوم الاثنين خامس عشر شهر ربيع الآخر سنة خمس وخمسين وصل تشريف من مصر باعادة شيخ الحنفية قوام الدين محمد بن قوام الدين لقضاء الحنفية بدمشق فأبى أن يلبسه وامتنع غاية الامتناع ، فلم يزل عليه أركان دولة دمشق حتى قبل بعد الجهد العظيم ، ورسم على المعزول شيخنا حميد الدين بالعادلية ليقوم بما التمسه من أموال أوقاف الحنفية ، ثم ضمن عليه وخرج ليعمل الحساب فسحب إلى مصر ، وفي أواخر شعبان سنة خمس وخمسين المذكورة عزل قوام الدين المذكور وأعيد حميد الدين المنسحب إلى مصر. وفي يوم الاثنين ثاني عشرين جمادى الأولى سنة ست وخمسين وصل قاصد من مصر وعلى يده تشريف بقضاء الحنفية للشيخ قوام الدين محمد بن قوام الدين فامتنع أيضا من لبس التشريف ، وصمم على عدم قبول الولاية ، فلاطفه القاضي جمال الدين الباعوني ونائب الشام جلبان والحاجب والدوادار إلى أن وافق كرها وألبس التشريف عوضا عن حميد الدين ، ولم يحضر توقيعه حينئذ ، ثم ورد التوقيع من مصر في شهر رجب. وفي يوم السبت ثالث عشرين جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين وصل الشيخ العلامة حسام الدين بن العماد الحنفي إلى دمشق على أنظار أوقاف الحنفية. بدمشق عوضا عن القاضي حميد الدين ابن قاضي بغداد. وفي سابع شهر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين ورد الخبر من مصر بعزل قوام الدين وتولية حميد الدين المذكور وعوضه. ثم في ثالث عشرين ربيع الأول المذكور وصل القاضي حميد الدين إلى دمشق في وظيفة قضاء الحنفية عوضا عن