تشريف البدري بقضاء الحنفية بدمشق ، ثم في يوم الخميس ثالث عشر لبس التشريف على العادة ، وقرأ توقيعه بالجامع ، وتاريخه خامس عشر المحرم منها ، وقرأه الشريف الجعبري الموقع ، وصحف فيه كثيرا ، وفي بكرة يوم الثلاثاء خامس عشري شعبان سنة ثلاث وتسعمائة سابع عشر نيسان لبس البدري المذكور تشريفه بقضاء الحنفية بدمشق. وفي أوائل شهر رجب سنة سبع وتسعمائة شاع بدمشق عزل البدري المذكور عن الوظيفة المذكورة وإعادة المحب بن القصيف ، وفي بكرة يوم الاثنين ثامن شهر رجب منها لبس المحب المذكور تشريفة بذلك ، وقرىء توقيعه على العادة ، وتاريخه رابع عشر جمادى الآخرة منها ، وفي شهر رجب المذكور سقط المحب بن القصيف عن قبقابه وانفكت رجله. وفي يوم الخميس رابع عشر ربيع الأول سنة ثمان وتسعمائة توفي العمادي إسماعيل الناصري الدمشقي بالمدرسة المعينية ، بعد أن ظلم نفسه بأمور وأهين ، وكان في آخر عمره قد خرج به الحب الفارسي. وفي هذه الأيام شاع بدمشق عزل المحب بن القصيف عن قضاء الحنفية بدمشق وإعادة البدري بن الفرفور. ثم في سلخ المحرم سنة تسع وتسعمائة ورد من مصر تشريفه بذلك على يد عبد القادر بن الشبق البغدادي العاتكي ثم سافر النائب ولم يلبث إلى أن يلبس البدري تشريفه ، ثم عاد النائب إلى دمشق. وفي يوم الخميس عاشر صفر منها ، لبس البدريّ تشريفه المذكور ، وكان المحب بن القصيف في شدة من وجعه بالحبّ الفارسي بعد انفكاك رجله ، وقد بني له حماما في بيته وأجره ، وكان يظن أن عمّ خصمه قاضي القضاة شهاب الدين بن الفرفور الشافعي الذي هو بمصر معه على ابن أخيه ، فلما بلغه زاد طيشه وهمه وحنقه على الفرفورين ، وقرىء توقيع البدري بالجامع على العادة ، وتاريخه المحرم الماضي قبله. وفي يوم الخميس سادس عشر ربيع الأول منها توفي المحب محمد بن علي بن أحمد بن هلال بن عثمان الشهير بابن القصيف ، مولده سنة ثلاث وأربعين وكان يقول سنة أربعين وبالأول أخبرني أخوه من أبيه كمال الدين قد ظلم نفسه بأمور سامحه الله ، ودفن بمقبرة باب الفراديس. وفي أوائل شهر رجب سنة إحدى عشرة وتسعمائة اعتقل البدري