قال تقي الدين الأسدي في ذيله في صفر سنة ست وعشرين وثمانمائة عنه : قرأ القرآن على الشيخ نجم الدين العجمي ، وكان له دكان يتسبب فيها ويحيى في شهر رمضان بمحراب الصحابة رضياللهعنهم ثم بعد الفتنة قرأ صحيح البخاري على الشيخ جمال الدين بن الشرايحي وأذن له في قراءته وصحب الشيخ محمد بن قديدار (١) ولازمه فصار من خواصه الملازمين له وعرفه الناس بواسطة الشيخ وحصل له وظائف جيدة : مشيخة الحديث بالجامع الأموي وأذان وقراءة حديث. وجلس بالجامع يقرأ عليه القرآن والبخاري ويشتغل مع ذلك بالعلم مع الطلبة وعنده سكون ويقرأ الحديث بفصاحة ، طعن يوم الاثنين خامس عشرة وتوفي رحمهالله تعالى يوم الخميس تاسع عشرة وصلى عليه بالجامع الأموي الشيخ محمد بن قديدار وقاضي القضاة وخلق كثير مع انه كان يوما مطيرا ، ودفن بمقبرة باب الصغير وهو في عشر الخمسين ، وعمل له المؤذنون من الغد بعد الصلاة ختمة في المقصورة انتهى. واستقرّ في مشيخة إسماع الحديث بالجامع الأموي عوضه الشيخ العلامة شمس الدين البرماوي ، وجرى بسبب ولايته فتنة كانت هي أول أسباب محنة القاضي نجم الدين ابن حجي (٢) الشافعي. وقد قرأ البخاري بالجامع المذكور خلق كثير ، منهم ما قاله الشيخ تقي الدين بن قاضي شهبة في شوال سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة : وممن توفي الخطيب الخير الفاضل زين الدين بن طلحة بن السلف ، ربي بأرض المصلى وقرأ التنبيه او بعضه ، واشتغل بالفرائض والحساب وفضل فيهما واشتغل بالنحو وقرأ البخاري بالجامع الأموي عدة سنين ، ولازمني في الفقه في التنبيه وشرحه مدة ، ومع ذلك فلم ينجب لوقوف ذهنه ، وكان في آخر عمره يكتب على فتاوى الفرائض والحساب ، ويأخذ الأجرة على ذلك كغيره من أصحاب هذا الفن. وخطب بالمصلى مدة طويلة وبيده أذان بالجامع. وهو أخو الرئيس فخر الدين ، وبيده فقاهات وكان ضعيف البنية ، منقبضا عن الناس ،
__________________
(١) شذرات الذهب ٧ : ٢١٨.
(٢) شذرات الذهب ٧ : ١٩٣.