وقد تقدمت ترجمته في دار الحديث العروية. وقال فيه في سنة أربع وتسعين وستمائة : شرف الدين أحمد بن نعمة المقدسي الامام العلامة أقضى القضاة خطيب الشام ولد في سنة ثنتين وعشرين وستمائة وولي درس دار الحديث النورية والشامية البرانية والغزالية ، توفي رحمهالله تعالى في شهر رمضان.
وقال فيه في هذه السنة : وفي شوال باشر مشيخة دار الحديث النورية الشيخ علاء الدين بن العطار عوضا عن شرف الدين ، وقد تقدمت ترجمة الشيخ علاء الدين هذا في دار الحديث الدوادارية. ثم وليها بعده الامام الحافظ المؤرخ المفيد علم الدين أبو محمد القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد البرزالي الاشبيلي الأصل الدمشقي ، ولد سنة ثلاث والصحيح سنة خمس وستين وستمائة ، وسمع الجم الغفير ، وكتب بخطه ما لا يحصى كثرة ، وتفقه بالشيخ تاج الدين الفزاري وصحبه وأكثر عنه ، ونقل عن الشيخ تاج الدين في تاريخه ، وولي مشيخة دار الحديث النورية هذه ومشيخة النفيسية ، وصنف التاريخ ذيلا على تاريخ أبي شامة ، بدأ فيه من عام مولده ، وهو السنة التي مات فيها أبو شامة رحمهالله تعالى وهي سنة خمس ، و (المعجم الكبير) وجمع لنفسه أربعين بلدانية ، وبلغ ثبته بضعة وعشرين مجلدا أثبت فيه كل من سمع منه ، وانتفع به المحدثون من زمانه إلى آخر القرن. ذكره الذهبي في معجمه وقال : الامام الحافظ المتقن الصادق الحجة مفيدنا ومعلمنا ورفيقنا محدث الشام ومؤرخ العصر ومشيخته بالاجازة والسماع فوق الثلاثة آلاف. وكتبه وأجزاؤه الصحيحة الفصيحة مبذولة لمن قصده وتواضعه وبشره مبذول لكل غني وفقير ، توفي رحمهالله تعالى محرما بخليص في رابع ذي الحجة سنة تسع (بتقديم التاء) وثلاثين وسبعمائة ووقف كتبه. وكتب ابن حبيب (١) على معجمه هذه الابيات :
يا طالبا نعت الشيوخ وما رووا |
|
فيه على التفصيل والاجمال |
دار الحديث انزل تجد ما تبتغي (م) |
|
ه بارزا في معجم البرزالي |
__________________
(١) شذرات الذهب ٦ : ٢٦٢.