النورية ، ولد سنة أربع وستمائة ، وسمع من أبي القاسم بن الحرستاني وخلق كثير ، وكتب العالي والنازل ، وبالغ وحصل الأصول ، وجمع وصنف ، واختلط قبل موته بسنة أو أكثر ، وتوفي في ذي القعدة انتهى.
قال الصلاح الصفدي في المحمدين في تاريخه الوافي : المحدث جمال الدين ابن الصابوني محمد بن علي بن محمود بن أحمد الحافظ أبو حامد ابن الشيخ علم الدين المحمودي شيخ دار الحديث النورية ولد سنة أربع وستمائة وتوفي رحمهالله تعالى سنة ثمانين وستمائة سمع الحديث من ابن الحرستاني وابن ملاعب وابن البنا (١) وأبي القاسم العطار وابن أبي لقمة ، وعني بالحديث ، وكتب وقرأ وصار له فهم ومعرفة ، وسمع من ابن اللتي وابن صصري ، وهذه الطبقة بدمشق ، وكان صحيح النقل مليح الخط حسن الأخلاق ، صنف مجلدا سماه (تكملة الإكمال) ذيّل به على ابن نقطة ، فأجاد وأفاد ، وهو من رفاق ابن الحاجب (٢) والشريف ابن المجد وابن الذخميسي وابن الجوهري (٣) ، وطال عمره وعلت رتبته وروايته ، وروى الكثير بمصر ودمشق ، روى عن الدمياطي وابن العطار والبرزالي والدواداري والبرهان الذهبي وابن رافع جمال الدين وقاضي القضاة ابن صصري ، وكان له إجازة من المؤيد الطوسي وابن طبرزد ، وحصل له قبل موته بسنة أو أكثر تغير في عقله ، وساء حفظه ، وأجاز الشيخ شمس الدين مروياته ، ودفن بسفح قاسيون انتهى.
وقال ابن كثير في تاريخه في سنة خمس وثمانين وستمائة : الشيخ مجد الدين يوسف بن محمد بن محمد بن عبد الله المصري ثم الدمشقي الشافعي الكاتب المعروف بابن المهتار كان فاضلا في الحديث والأدب ، يكتب كتابة حسنة جدا. وتولى مشيخة دار الحديث النورية ، وقد سمع الكثير وانتفع الناس به وبكتابته توفي في عاشر ذي الحجة ودفن بباب الفراديس انتهى. وقال فيه في سنة ثمان وثمانين وستمائة : الشيخ فخر الدين الحنبلي شيخ دار الحديث النورية ،
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٥٣.
(٢) شذرات الذهب ٥ : ٢٣٤.
(٣) شذرات الذهب ٥ : ٢١٨.