وقال أبو شامة : كان عقد نور الدين صاحب الموصل مع وكيله بدمشق على بنت الملك العادل على مهر ثلاثين ألف دينار ، ثم بان أنه مات من أيام. وقال ابن خلكان : وكان شهما عارفا بالأمور ، تحوّل شافعيا ولم يكن في بيته شافعي سواه ، وله مدرسة قلّ أن يوجد مثلها في الحسن. توفي في شهر رجب وتسلطن ابنه عز الدين. وقال في سنة خمس عشرة وستمائة : وصاحب الموصل السلطان الملك العادل عز الدين أبو الفتح مسعود ابن السلطان نور الدين أرسلان شاه الأتابكي ، ولد سنة تسعين وخمسمائة ، وتملك بعد أبيه وله سبع عشرة ، وكان موصوفا بالملاحة ، والعدل والسماحة ، قيل إنه سمّ ومات في شهر ربيع الآخر ، وله خمس وعشرون سنة. وعظم على الرعية أمره ، وولي بعده بأمر منه ولده نور الدين أرسلان شاه ويسمى أيضا عليا وله عشر سنين ، فمات في أواخر السنة أيضا انتهى.
وقال العز الحلبي : أول من درّس بها تاج الدين أبو بكر بن طالب المعروف بالاسكندري وبالشحرور ، ولم يزل بها إلى أن توفي ، وذكر بها الدرس نجم الدين إسماعيل المعروف بالمارداني ، وهو مستمر بها إلى آخر سنة أربع وسبعين وستمائة انتهى. ودرّس بها العلامة صفي الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن محمد الهندي الأرموي الشافعي المتكلم على مذهب الأشعري ، ميلاده بالهند في شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعين وستمائة. وكان جده لأمه فاضلا فقرأ عليه ، وخرج من دهلي في شهر رجب سنة سبع وستين ، فحج وجاور ثلاثة أشهر. ثم دخل اليمن فأعطاه ملكها المظفر أربعمائة دينار ، ثم دخل مصر سنة إحدى وسبعين وأقام بها أربع سنين ، ثم سافر إلى الروم على طريق أنطاكية ، فأقام إحدى عشرة سنة ، وبقونية خمسا وسيواس خمسا ، وبقيسارية سنة ، واجتمع بالقاضي سراج الدين فأكرمه ، ثم قدم إلى دمشق في سنة خمس وثمانين فأقام بها واستوطنها ، وولي بها مشيخة الشيوخ ، ودرّس بها بالظاهرية الجوانية والرواحية والدولعية والأتابكية هذه ، ونصب للافتاء والاقراء في الأصول والمعقول والتصنيف ، وانتفع الناس به وبتصانيفه ، إلا أن خطه في