الحسن بن المستنجد بالله أبي المظفر يوسف العباسي ، رضياللهعنه.
ويقابل الميزاب في وسط الحجر وفي نصف جداره الرخامي رخامة قد نقشت أبدع نقش ، وحفت بها طرة منقوشة نقشا مكحلا عجيبا ، فيه مكتوب : مما أمر بعمله عبد الله وخليفته أبو العباس أحمد الناصر لدين الله أمير المؤمنين ، وذلك في سنة ست وسبعين وخمس مئة. والميزاب في اعلى الصفح الذي يلي الحجر المذكور ، وهو من صفر مذهب ، قد خرج الى الحجر بمقدار أربع أذرع ، وسعته مقدار شبر. وهذا الموضع تحت الميزاب هو ايضا مظنة استجابة الدعوة بفضل الله تعالى. وكذلك الركن اليماني ويسمى المستجار ما يليه ، وهذا الصفح المتصل به من جهة الركن الشامي.
وتحت الميزاب في صحن الحجر بمقربة من جدار البيت الكريم قبر اسماعيل ، صلىاللهعليهوسلم ، وعلامته رخامة خضراء مستطيلة قليلا شكل محراب تتصل بها رخامة خضراء مستديرة. وكلتاهما غريبة المنظر فيهما نكت تنفتح عن لونها الى الصفرة قليلا كأنها تجزيع ، وهي أشبه الأشياء بالنكت التي تبقى في البيدق من حل الذهب فيه. والى جانبه مما يلي الركن العراقي قبر أمه هاجر ، رضياللهعنها ، وعلامته رخامة خضراء سعتها مقدار شبر ونصف. يتبرك الناس بالصلاة في هذين الموضعين من الحجر. وحق لهم ذلك لأنهما من البيت العتيق وقد انطبقا على جسدين مقدسين مكرمين نورهما الله ونفع ببركتهما كل من صلى عليهما. وبين القبرين المقدسين سبعة أشبار.
وقبة بئر زمزم تقابل الركن ، ومنها اليه أربع وعشرون خطوة. والمقام المذكور الذي يصلى خلفه عن يمين القبة ، ومن ركنها اليه عشر خطا. وداخلها مفروش بالرخام الأبيض الناصع البياض. وتنور البئر المباركة في وسطها مائل عن الوسط الى جهة الجدار الذي يقابل البيت المكرم ، وعمقها احدى عشرة قامة حسبما ذرعناه. وعمق الماء سبع قامات على ما يذكر. وباب القبة