ناظر الى الشرق ، وبابا قبة العباس وقبة اليهودية ناظران الى الشمال.
والركن من الصفح الناظر الى البيت العتيق من القبة المنسوبة الى اليهودية يتصل بالركن الأيسر من الصفح الأخير الناظر الى الشرق من القبة العباسية. فبينهما هذا القد من الانحراف. وتلي قبة بئر زمزم من ورائها قبة الشراب ، وهي المنسوبة للعباس ، رضياللهعنه. وتلي هذه القبة العباسية على انحراف عنها قبة تنسب لليهودية. وهاتان القبتان مخزنان لأوقاف البيت الكريم من مصاحف وكتب وأتوار شمع وغير ذلك. والقبة العباسية لم تخل من نسبتها الشرابية لأنها كانت سقاية الحاج وهي حتى الآن يبرد فيها ماء زمزم.
ويخرج مع الليل لسقي الحاج في قلال يسمونها الدوارق ، كل دورق منها ذو مقبض واحد. وتنور بئر زمزم من رخام قد الصق بعضه ببعض الصاقا لا تحيله الأيام وأفرغ في أثنائه الرصاص. وكذلك داخل التنور. وحفت به أعمدة الرصاص الملصقة اليه ابلاغا في قوة لزه ورّصه : اثنان وثلاثون عمودا قد خرجت لها رؤوس قابضة على حافة البئر دائرة بالتنور كله. ودوره أربعون شبرا ، وارتفاعه أربعة أشبار ونصف ، وغلظه شبر ونصف. وقد استدارت بداخل القبة سقاية سعتها شبر ، وعمقها نحو شبرين ، وارتفاعها عن الأرض خمسة أشبار ، تملأ ماء للوضوء ، وحولها مصطبة دائرة يرتفع الناس اليها ويتوضأون عليها.
والحجر الأسود المبارك ملصق في الركن الناظر الى جهة المشرق ، ولا يدرى قدر ما دخل في الركن ، وقيل : انه داخل في الجدار بمقدار ذراعين. وسعته ثلثا شبر ، وطوله شبر وعقد ، وفيه أربع قطع ملصقة. ويقال : ان القرمطي ، لعنه الله ، كان الذي كسره. وقد شدت جوانبه بصفيحة فضة يلوح بصيص بياضها على بصيص سواد الحجر ورونقه الصقيل فيبصر الرائي من ذلك منظرا عجيبا هو قيد الأبصار.