دون الرسم » (١).
وقال الزمخشري : « ( والمقيمين ) نصب على المدح لبيان فضل الصلاة وهو باب واسع قد ذكره سيبويه على أمثله وشواهد ، ولا يلتفت إلى ما زعموا من وقوعه لحناً في خطّ المصحف ، وربّما التفت إليه من لم ينظر في الكتاب ولم يعرف مذاهب العرب وما لهم في النصب على الإختصاص من الإفتنان ، وغبّي عليه أنّ السابقين الأوّلين الّذين مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كانوا أبعد همّة في الغيرة على الإسلام وذبّ المطاعن عنه من أن يتركوا في كتاب الله ثلمة ليسدّها من بعدهم ، وخرقاً يرفوه من يلحق بهم ... » (٢).
وقال الرازي : « وأمّا قوله : ( والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة ) ففيه أقوال ؛ الأول : روي عن عثمان وعائشة أنّهما قالا : إنّ في المصحف لحناً وستقيمه العرب بألسنتها. واعلم : أنّ هذا بعيد ، لأنّ هذا المصحف منقول بالنقل المتواتر عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فكيف يمكن ثبوت اللحن فيه؟! » (٣).
وقال الزمخشري في الآية ( ... حتى تستأنسوا ... ) بعد نقل الرواية عن ابن عبّاس فيها : « ولا يعول على هذه الرواية » (٤).
وقال الرازي فيها : « واعلم أنّ هذا القول من ابن عبّاس فيه نظر ، لأنّه يقتضي الطعن في القرآن الذي نقل بالتواتر ، ويقتضي صحّة القرآن الذي لم ينقل بالتواتر ، وفتح هذين البابين يطرق الشكّ في كل
__________________
(١) تاريخ القرآن ـ لمحمد طاهر الكردي ـ ص ٦٥ عن المقنع.
(٢) الكشّاف ١ : ٥٨٢.
(٣) التفسير الكبير ١١ : ١٠٥ ـ ١٠٦.
(٤) الكشاف ٣ : ٥٩.