ومثله أبو جعفر النحّاس (١) حيث قال : « وإسناد الحديث صحيح ، إلاّ أنّه ليس حكمه حكم القرآن الذي نقله الجماعة عن الجماعة ، ولكنّه سنّة ثابتة ... » (٢).
ورأينا أنّ اُبَيّا وابن مسعود قد أثبتا في مصحفهما آية « لو كان لابن آدم واديان .. » وأضاف أبو موسى الأشعري : إنّه كان يحفظ سورة من القرآن فنسيها إلاّ هذه الآية.
ولو لم تكن الآية من القرآن حقيقة ـ بحسب تلك الأحاديث ـ لما أثبتاها ، ولما قال أبو موسى ذلك.
وقد جعل الشوكاني هذه الآية مثالاً للقسم الخامس من الأقسام الستّة حسب تقسيمه للنسخ ، وهو : « ما نسخ رسمه لا كلمة ولا يعلم الناسخ له ».
و « السادس : ناسخ صار منسوخاً وليس بينهما لفظ متلوّ ».
ثم قال : « قال ابن السمعاني : وعندي أنّ القسمين الأخبرين ـ أي الخامس والسادس ـ تكلّف ، وليس يتحقّق فيهما النسخ » (٣).
ورأينا قول ابيّ بن كعب لزرّ بن حبيش في سورة الأحزاب : « قد رأيتها ، وإنها لتعادل سورة البقرة ، ولقد قرأنا فيها : الشيخ والشيخة ... فرفع ما رفع ».
فهل كان ابيّ بقصد من قوله : « فرفع ما رفع » ما نسخت
__________________
(١) وهو : أبو جعفر أحمد بن محمد النحّاس ، المتوفي سنة ٣٣٨ ، وفيات الأعيان ١ : ٢٩ ، النجوم الزاهرة ٣ : ٣٠٠.
(٢) الناسخ والمنسوخ : ٨.
(٣) إرشاد الفحول : ١٨٩ ـ ١٩٠.