وهذا من المواضع التي اعترف فيها ابن حجر بنكارة الحديث ولم يتمكّن من الدفاع عنه ...
٩ ـ أخرج البخاري عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : « تكثير لكم الأحاديث من بعدي فإذا روي لكم حديث فأعرضوه على كتاب الله تعالى ...».
قال يحيى بن معين : « إنّه حديث وضعته الزنادقة ».
وقال التفتازاني : « طعن فيه المحدّثون ».
قال : « وقد طعن فيه المحدّثون بأنّ في رواته يزيد بن ربيعة وهو مجهول ، وترك في إسناده واسطة بين الأشعت وثوبان فيكون منقطعاً. وذكر يحيى بن معين أنّه حديث وضعته الزنادقة ، وإيراد البخاري إيّاه في صحيحه لا ينافي الإنقطاع أو كون أحد رواته غير معروف بالرواية »(١).
١٠ ـ أخرج البخاري بسنده عن ابن عمر : « كنّا في زمن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا نعدل بأبي بكر أحداً ثم عمر ثم عثمان ، ثم نترك أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا نفاضل بينهم » (٢).
قال ابن عبدالبّر : « هو الذي أنكر ابن معين وتكلّم فيه بكلام غليظ ، لأنّ القائل بذلك قد قال بخلاف ما أجمع عليه أهل السنّة من السلف والخلف من أهل الفقه والآثر : أنّ عليّاً أفضل الناس بعد عثمان ، وهذا ممّا لم يختلفوا فيه ، وإنّما اختلفوا في تفضيل علي وعثمان. واختلف السلف أيضاً في تفضيل علي وأبي بكر.
وفي إجماع الجميع الذي وصفنا دليل على أنّ حديث ابن عمر
__________________
(١) التلويح في اصول الفقه ٢ : ٣٩٧.
(٢) صحيح البخاري ٥ : ١٨.