لكنّ الله سبحانه قد تعهّد القرآن وآن ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) (٢) فاندحروا في جميع الميادين صاغرين ، والحمد لله ربّ العالمين.
لكنّ « شبهة تحريف القرآن » ما زالوا يردّدونها بين حين وآخر ، وعلى لسان بعض الكتّاب المتظاهرين باسم الإسلام ويا للأسف ، يستأجرونهم لتوجيه الضربة إلى القرآن والاسلام من الداخل ، ولإلقاء الفتنة فيما بين المسلمين ، ولذا تراهم ـ في الأغلب ـ أناساً حاقدين على آل البيت عليهمالسلام ومذهبهم وأتباعهم.
* * *
ونحن في هذا البحث ـ الذي لم نقصد به الدفاع عن أحدٍ أو الردّ على أحد ـ تعرّضنا لهذه « الشبهة » وكأنّها « مسألة » جديرة بالبحث والتعقيب والتحقيق ، ... فاستعرضنا في فصوله أهمّ ما يوهم التحريف قولاً وقائلاً ودليلاً ... لدى الشيعة وأهل السنّة ... ودرسنا كلّ ما قيل أو يمكن أن يقال في هذا الباب دراسةً موضوعيّة ...
وحدّدنا ما يمكن أن يتمسك به للتحريف من الأخبار والآثار ، ومن يجوز أن ينسب إليه القول به من العلماء في الطائفتين ... فوجدنا الأدلّة على عدم التحريف من الكتاب والسنة وغيرهما كثيرةً وقويمة ، وأنّ القول بصيانة القول عن التحريف هو مذهب المسلمين عامّةً إلاّ من شذّ ...
لكنّ هذا الشذوذ جاء اغتراراً بأحاديث مخرّجة في الكتب الموصوفة بالصحّة عند أهل السنّة ... مسندةً إلى جماعة من صحابة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلى رأسهم من اعترف منهم بأن « كلّ الناس أفقه منه حتى النساء في الخدور » ... وهذه هي المشكلة ... لكّن الحقّ عدم صحّة تلك الأحاديث أيضاً ، وأنّ تلك الكتب ـ كغيرها ـ تشتمل على أباطيل وأكاذيب ... والحقّ أحقّ أن يتّبع ...
__________________
(١) سورة فصلت ٤١ : ٤٢.