على أنّ نفس هذا الحديث ، وكذا الحديثان الآخران (١) عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دليل على أنّ سورة الأحزاب كانت مدوّنة على عهده صلىاللهعليهوآلهوسلم.
كما يجاب عنه ـ إن صح ـ بما اجيب عن نظائره فيما تقدّم.
ولنا أن نطالب ـ بعد ذلك كلّه ـ من يصحّح هذا الحديث ويعتمد عليه ، أن يثبت لنا أن ذهبت هذه الكثرة من الآيات؟ وأن يذكر كيفيّة سقوطها ـ أو إسقاطها ـ من دون أن يعلم سائر المسلمين؟
ألم تكن الدواعي متوفّرة على أخذ القرآن وتعلّمه كلّما نزل من السماء؟ ألم
تكن السورة تنتشر بمجرد نزولها بأمر النبي (٢) صلىاللهعليهوآلهوسلم بين المسلمين وتقرأ في بيوتهم؟
الحديث الثاني عشر :
من روايات الشيخ الكشي ، وسيأتي الكلام عنها بصورة عامة.
الحديث الثالث عشر :
سنده غير قويّ كما يتّصح ذلك لمن راجعه ، ثمّ إنّ الشيخ النعماني نفسه قد روى حديثين آخرين :
أحدهما : عن أمير المؤمنين عليهالسلام أيضاً ، قال : « كأنّي أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة ، وقد ضربوا الفساطيط يعلّمون الناس القرآن كما أنزل » (٣).
__________________
(١) مجمع البيان ، ورواه أهل السنة في كتبهم المعتبرة. انظر منها الدر المنثور ٥ : ١٧٩ عن جملة من كتب الحديث.
(٢) نصّ على هذا أكابر الطائفة ، منهم العلامة الحلّي في كتابة نهاية الوصول ، وقد تقدمت عبارته في الفصل الثاني من الكتاب.
(٣) الغيبة للنعماني : ٣١٧.