فجئت منتقلا من دين باغية |
|
ومن عبادة أوثان وأنداد |
ومن ذبائح أعياد مضلّلة |
|
نسيكها خائب (١) ذو لوثة عادي |
فادللعلى القصد،واجل(٢)الريب عن خلدي |
|
بشرعة ذات إيضاح وإرشادي |
والمم بفضل ، هداك اليوم من شعثي |
|
وهدني (٣) إنّك المشهور في النادي |
إنّ الهداية للإسلام نائبة |
|
عن العمى والتّقى من خير أزواد |
وليس يفرج (٤) ريب الكفر عن خلد |
|
أفظه الجهل ، إلّا حيّة الوادي |
قال : فأعجب عليا والجلساء شعره ، وقال له علي : لله درك من رجل ، ما أرصن شعرك ، ممن أنت؟ قال : من حضرموت ، فسرّ به علي ، وشرح له الإسلام ، فأسلم على يديه ، ثم أتى به عليّ أبا بكر فأسمعه الشعر ، فأعجبه ، ثم إن عليا سأله ذات يوم ونحن مجتمعون للحديث ، فقال : أعالم أنت بحضرموت؟ قال : إذا جهلتها لم أعرف غيرها ، قال له علي : أتعرف الأحقاف؟ قال له الرجل : كأنك تسأل عن قبر هود؟ قال علي : لله درك ما أخطأت قال : نعم ، خرجت وأنا في عنفوان شبيبتي في أغيلمة (٥) من الحي ، ونحن نريد أن نأتي قبره لبعد صوته (٦) كان فينا ، وكثرة من يذكر منا ، فسرنا في بلاد الأحقاف أياما ، ومعنا (٧) رجل قد عرف الموضع ، فانتهينا إلى كثيب أحمر ، فيه كهوف كثيرة ، فمضى بنا الرجل إلى كهف منها ، فأدخلناه (٨) فأمعنّا فيه طويلا ، فانتهينا إلى حجرين ، قد أطبق أحدهما دون الأخر ، وفيه خلل يدخل منه الرجل النحيف متجانفا (٩) فدخلته ، فرأيت رجلا على سرير شديد الأدمة ، طويل الوجه ، كثّ اللحية ، قد يبس على سريره ، فإذا مست شيئا من جسده أصبته صليبا لم يتغير ، ورأيت عند رأسه كتابا بالعربية : أنا هود النبي الذي أسفت على عاد بكفرها ، وما كان لأمر الله من مردّ.
فقال لنا علي : كذلك سمعته من أبي القاسم صلىاللهعليهوسلم.
__________________
(١) في معجم البلدان : غائب.
(٢) بالأصل : واجلي ، والمثبت عن معجم البلدان.
(٣) في معجم البلدان : هداك الله عن شعثي وأهدني.
(٤) الأصل : يفرح.
(٥) في الأصل : «عيلمه؟؟؟» والمثبت عن معجم البلدان.
(٦) في معجم البلدان : لبعد صيته فينا.
(٧) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن معجم البلدان.
(٨) في معجم البلدان : فدخلناه.
(٩) يقال : جنف وأجنف : إذا مال وجار ، فهو أجنف ، أي مائل في أحد شقيه متزاور (تاج العروس بتحقيقنا : جنف).