٤١٩١ ـ عبد الكريم بن عبد الله بن محمّد
ابن عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن سليمان
أبو الفضائل التّنوخي المعرّي
ذكر لي أخوه أبو اليسر القاضي أنه ولد في الثامن من شوال سنة ثمان عشرة وخمسمائة بحماة ، ونشأ بها.
ورثاه جده القاضي أبو المجد محمّد بن عبد الله ، وأخوه أبو اليسر ، وسافر والده إلى مصر وهو طفل ، فاشتمل المذكوران عليه ونشأ نشوءا حسنا ، وكان زاهدا ، كريما ، ورعا ، كثير الصدقة ، مواظبا على تلاوة القرآن.
وقدم دمشق وأقام بها مدة.
أنشدني أبو اليسر شاكر بن عبد الله قال : لما حضرت الوفاة جدي القاضي أبا المجد بحماة كنت عنده وأخي أبو الفضائل فقال مخاطبا لي وله :
أبا اليسر يا عبد الكريم سلمتما |
|
ونجيتما من طارق الحدثان |
تركتكما والقلب باك عليكما |
|
لأنكد أيام وشرّ زمان |
خليفتي الله الكريم عليكما |
|
معا وكلاني فيكما ورعاني |
وإنّي لأرجو الله حتى كأنما |
|
ظنوني في إحسانه كعياني |
دخرت ودادا في أناس فإن وفوا |
|
وإلّا خذا الشنآن (١) بالشنآن |
وقوما قيام الأكرمين مناصبا |
|
وسدّا على رغم العدوّ مكاني |
ولا تهملا خوفا من الله جهرة |
|
وفي حال سر ترشدا بضمان |
وأنشدني أبو اليسر ، أنشدني أخي لنفسه أبياتا عملها ، وقد اجتاز بجسر بن شوّاش (٢) في زمن الربيع :
مررت بالجسر وقد أينعت |
|
رياضه بالخرد العين |
ظباء أنس كالدّمى قادني |
|
حتفي إليهن ويحيين |
__________________
(١) الشنآن بإسكان النون ، البغضة ، وقد يكون صفة : مبغض قوم. ومن حرك فإنما هو شاذ في المعنى ، قال الفراء : بغض قوم في قوله تعالى شنآن قوم ، وقيل شنآن أي بغضاؤهم (اللسان : شنأ).
(٢) جسر ابن شوّاش بالفتح ثم التشديد موضع في منتزهات دمشق نسب إلى رجل اسمه شواش.