جسر ابن شوّاس الذي لم يزل |
|
فيه العيون النّجل (١) تسبيني |
ونشر عطر ناعم لم أزل |
|
أموت من توق فيحييني |
وكان قلبي في الهوى طائعي |
|
وعاصيا من كان يغويني |
ولم يجبه للذي سامه |
|
من الخنا قلبي فيصبيني |
فسرت عنهن سري مسرع |
|
مخافة منها على دين |
فالحمد لله الذي لم يزل |
|
إلى سبيل الرشد يهدين |
قال : وكتب إلي أخي (٢) ـ رحمهالله ـ :
وقفت على كتابك فاستراحت |
|
إليه النفس من حرق اشتياقي |
وظلّت كربة في القلب تطفي |
|
دموعي من جفوني والمآقي |
ولست أشك في قصد الأعادي |
|
وإنّ مقالهم عين النفاق |
(٣) أتوا وقلوبهم حسدا وحقدا |
|
يجيش فذدتهم ذود الحقاق |
أرادوا بالخصام فساد حقّ |
|
به أفتى الحجازي والعراقي |
آخر الجزء الثالث والعشرين من النسخة الجديدة بعد الأربعمائة.
ذكر لي القاضي أبو اليسر أنه كتب إلى أخيه عبد الكريم في شهر ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين وخمسمائة من الرافقة (٤) :
سلام الله عزوجل يغشى |
|
ويطرق حتى تمسي أو تفادي |
تحية مغرم صب بصنو |
|
نفا عن جفنه طيب الرقاد |
تعطر (٥) كلما مرت عليه |
|
ويعم نشرها وسع البلاد |
ترقّ لها القلوب إذا وعتها |
|
وإن كانت من الصم الصلاد |
على من غاب عن عيني برغمي |
|
وحلّ على الحقيقة في فؤادي |
على معطي الكرائم في العطايا |
|
ونافي البؤس في السنة الحمادي |
__________________
(١) النجل جمع نجلاء ، وعين نجلاء واسعة.
(٢) في المختصر ١٥ / ١٧٨ وكتب إلى أخيه أبي اليسر.
(٣) إلى هنا ينتهي السقط في م ، والبيت التالي موجود فيها.
(٤) الرافقة بلد متصل البناء بالرقة. وهما على ضفة الفرات بينها مقدار ثلاثمائة ذراع (معجم البلدان).
(٥) في مّ يعطر.