قال : وكان بعد ذلك المولى السلماسيّ لا يبرح عن قبره إلّا ويقرأ له الفاتحة ويستغفر له.
صعود التربة من ضريح العسكريّين إلى السلماسي
وجاء في الكتاب المذكور أيضا قال : حدّثني منهم ولده الصالح العالم العامل الميرزا محمّد باقر بن المولى الشيخ زين العابدين السلماسي والآغا علي رضا الاصفهاني ـ واللفظ للأوّل ـ قال : كنت مع الوالد في أيّام إقامته في سرّ من رأى للخدمة المذكورة ، وكان يتعاهد المشتغلين والعمّالة بالسور في طرف النهار ، ويشتغل بالعبادة ويستريح في وسطه ، فأقيم مقامه لاستخدام الجماعة.
قال : واشتدّ الحرّ في بعض الأيّام فرجعت إلى المنزل لأستريح ساعة ، فرأيت الوالد وبيده خيط وإبرة وقطعة ثوب يخيطه ، فتعجّبت من ذلك وقلت : هذا شغل النسوان وهنّ موجودات مستعدّات لذلك ، فقال : أريد أن أجعله وعاء لشيء له شأن وأحبّ أن يكون من عمل يدي ، فسألته عنه ، فقال : دخلت الظهيرة في الروضة البهيّة للعسكريّين عليهماالسلام ولم يكن فيها غيري ، فاشتغلت بالصلاة ، ولمّا رفعت رأسي عن الركوع أدخلت رأسي في شقاق عمّامتي لأخرج التربة الزكيّة الحسينيّة على مشرّفها آلاف السلام والتحيّة فافتقدتها فتحيّرت في تحصيل ما يصحّ عليه السجود إذ لم يكن معي غيرها ، فبينا أنا كذلك وإذا بتربة معمولة مثل ما يعمل في مشهد الحسين عليهالسلام قد صعدت من داخل الضريح المقدّس إلى الهواء منحرفة إلى جانبي إلى أن وضعت قدّامي في محلّ السجود ، فسجدت حامدا شاكرا مسرورا بهذه النعمة العظيمة ، ثمّ أوصى بأن نجعلها في كفنه.
قال الأخ التقي الآغا علي رضا ـ المتقدّم ذكره ـ : وزرت تلك التربة الزكيّة عند المولى المذكور ، وكانت مثمّنة الشكل.