فأخذه السيّد فبقي صاحبي مكشوف الرأس.
فأتينا إلى منزل صاحبنا فقلنا له : هات الثياب ، فقال : أوّلا حاسبوني على حقوقي وادفعوها إليّ ، فقلنا : هكذا يكون فاحسبها أنت ، فقال : الأوّل حقّ الاستقبال ، فقلنا له : هذا هو حقّ واضح ، فقال : لخاطركم عن كلّ واحد محمّديّان ، فأخذ منّا ، ثمّ قال : حقّ المنزل البارحة ، فأخذ حقّه ، ثمّ قال : حقّ الحطب فأخذ من كلّ واحد نصف محمّديّة ، ثمّ قال : حقّ المرأة التي أتت به فأخذ ما أراد ، ثمّ قال : والحقّ الأعظم حقّ الضيافة وهو عن كلّ واحد محمّديّة ، فأخذ ذلك الحقّ ثمّ قال : حقّ الحماية وهو أنّكم في منزلي ولو لا ذلك لكان السادة أخذوا ما معكم ، فأخذ ذلك الحقّ ، فقال : حقّ المشايعة فأخذه ، فلمّا قبض الحقوق كلّها قلنا : ردّ إلينا ثيابنا ، فقال لهم : إنّكم لو أخذتموها معكم حين دخلتم القبّة الشريفة والسرداب أما كان السادة يأخذونها منكم ، فها أنا من السادة فأخذتها منكم من غير إهانة بكم ، فقلنا : جزاك الله خيرا ، فرجعنا إلى بغداد ، انتهى.
وفي يومنا هذا لا يوجد في سامرّاء هذه الأعمال الشنيعة غير أنّ الرعب بعد باق في قلوب الزائرين الضعفاء فلم يزل الأمر على ذلك حتّى هاجر إليها الإمام المجدّد الكبير قدسسره فأخذت سامرّاء أهمّيّتها فتلاحقت العمارات فصارت مركزا مهمّا علميّا ومحطّا لرجال كبار العلماء فلم تزل كلّ يوم في زيادة إلى أن توفّي فيها.
نبذة يسيرة من حياة سيّدنا الإمام المجدّد الشيرازي
وبمناسبة ذكر آية الله المجدّد الشيرازي رحمهالله وحياة سامرّاء بوجوده وازدهار أيّام حياته نورد لك يسيرا من حياته الطيّبة نقلا عن المصادر الوثيقة.
ولد رحمهالله في شيراز في الخامس عشر من جمادى الأولى بعد مضي ساعتين من